ملخص الجهاز:
"و لم یبق لنا الزمن الا النذر الیسیر من آثار شعوب سوریة السامیة فی العصور القدیمة لأن اسلافنا کانوا یبنون بیوتهم و هیاکلهم من الطوب المجفف بالشمس کما هو الحال حتی الیوم فی بعض المدن و القری السوریة و لا یحفی ان هذا النوع من البناء لا یعمر طویلا فتنهار البیوت برمتها فیعمد أصحابها الی بناء غیرها علی أنقاضها و جری الناس علی هذا الأسلوب من البناء قرونا متوالید تکونت منها تلال اصطناعیة و هذه التلال تعد بالمئات فی سوریة:کتل أریحا فی فلسطین و تل الصالحیة فی الغوطة و تل الدرخبیة فی وادی العجم و تل النبی مندو وتل المشرفة بجوار حمص وتل جرابلس علی الفرات و قد حفظت لنا الأیام فی بطن هذه التلال و القبور کثیرا من اللآثار التاریخیة المهمة،و قد عثر المنقبون علی کثیر من تواریخ الأسر و الرسائل و الصکوک و الحسابات و المذکرات و غیرها من الرقم و وجدوا ایضا کثیرا من الأثاث و الأوانی الجمیلة المزخرفة و الرسوم المنقوشة.
کما انه عقد فی کتابه فصلا فی قدم مدینة جبیل الواقعة علی طریق بیروت-طرابلس و وصف عبادة اهلها لأدونیس اله الانتاج و قد أیدت الحفریات الأخیرة قدم هذه المدینة فقد عثروا فیها علی معبد قدیم وجدوا تحت بلاطته عددا من الاوانی و الادوات زبرعلی بعضها اسم الفرعون (Mycerenus) من السلالة الرابعة و بانی احد اهرام مصر الکبیرة بین سنة(2900 و 2750)قبل المیلاد و اسم الفرعون (Ounas) من السلالة الخامسة و اسم (Pepi II) الثانی من السلالة لاسادسة و وجدوا ایضا غیرها من الادوات المصریة أحدث عهدا من الاولی و هذا یؤید علاقة مصر بالفینیقیین قدیما و کان المصریون یطلقون اسم (Keben) علی مدینة جبیل حتی فی عهد السلالة الثانیة عشرة و ذکرت بهذا الاسم فی الرقم المصریة منذ سنة(3000) قبل المیلاد و کان المصریون یستوردون من جبیل الخشب اللبنانی لصنع سفنهم و ربما کنوا یصنعونها فی نفس مدینة جبیل و قد أطلق المصریون اسم (Kebenit) علی اسطولهم الضخم نسبة الی (Keben) و هی جبیل کما ذکرنا."