ملخص الجهاز:
"و یغطی الفصل العاشر الذی عنوانه"مأزق و حرب بیکر"الفترة من أغسطس عام 1986 حتی مارس عام 1991،و تناول المستوطنات الإسرائیلیة فی الضفة الغربیة و غزة،و التی وصل عدد المستوطنین فیها الی 69 ألف مستوطن،و فی عام 1987 بدأت الانتفاضة الفلسطینیة،أما فی عام 1988 فوقع حادث اغتیال أبو نضال فی تونس علی ید کوماندوز إسرائیلیین،و فی مارس عام 1990 سقطت حکومة الوحدة الوطنیة فی إسرائیل،و وصلت حکومة شامیر الی الحکم،و عقب ذلک عقد مؤتمر السلام فی مدرید عام 1991،و تعتبر مدرید بدایة المفاوضات الثنائیة بین إسرائیل و الوفود السوریة و اللبنانیة و الأردنیة و الفلسطینیة.
یستعرض الکتاب فی فصله الأول مفاوضات کامب دیفید،و یذکر أنه بعد انتصار أکتوبر أدرکت مصر أنها أصبحت قادرة علی مواجهة إسرائیل فی الساحة الدبلوماسیة و أصبح الطرفان أکثر میلا للتفاوض،و کان هناک العدید من الدوافع التی حرکت المفاوضات،فقد حاول الرئیس السادات تعزیز العلاقات مع أمریکا لتخفیف الأزمة المالیة فی مصر و استعادة سیناء بطریقة تؤکد ریادة مصر فی المنطقة،و فی الوقت نفسه یکشف للعالم التعنت الإسرائیلی الذی یتناقض مع إظهار مصر للمرونة من جانبها.
کما کان عامل التوقیت هاما جدا بعد حرب الخلیج حیث کان اقتصاد الأردن ضعیفا،و یشیر الکاتب الی أن المعاهدة الأردنیة-الإسرائیلیة قد تخطت النمط القدیم و استخدمت المفاوضا مع قادة أقویاء، و تدخلت أمریکا کطرف ثالث فی هذه المفاوضات و لکنها هذه المرة بعد مؤتمر مدرید أصبحت تتمتع بثقة الطرفین،و لا یتوقع أی طرف أن تفرض علیه أمریکا رغبة الطرف الآخر،و یری المؤلف فی خاتمة الکتاب أن کلمة"عملیة السلام"استخدمت استخداما خاطئا حیث أطلقت علی مقابلة بین الطرفین،و یری المؤلف أن التاریخ ملییء بمحاولات التفاوض الفاشلة و یؤکد أن الحدیث عن السلام یصبح حقیقیا فعلا فی المرات التی تنحرف فیها المفاوضات عن الأنماط القدیمة."