ملخص الجهاز:
"و قد قام الباحث بتحلیل العدید من القرارات السیاسیة التی صدرت فی عهد مبارک،و منها:إعادة العلاقات علی مستوی السفراء بین مصر و الاتحاد السوفیی، و قرار تطبیع العلاقات و إعادتها مع الدول العربیة،و قرار التدخل لإنقاذ السفینة الإیطالیة المختطفة"اکیلی لاورو" و خطف الولایات المتحدة للطائرة المصریة،و قرار التدخل العسکری لانقاذ الطائرة المصریة المختطفة فی مالطا،و قرار ارسال القوات المصریة إلی منطقة الخلیج للمشارکة فی حربه تحریر الکویت،و قراره بعودة هذه القوات،و قرار مبارک بإعادة هذه القوات نهائیا بعد اتمام التحریر،و قراره بتعبئة دول العالم الثالث لمناهضة التفکیر الغربی بمد معاهدة حظر التجارب النوویة للابد،و قراره بعدم الاشتراک فی المؤتمر الاقتصادی لدول الشرق الأوسط عام 7991، و غیر ذلک من قرارات،تحتاج الی الدراسة و التحلیل.
91 و من واقع تحلیل هذه القرارات العدیدة خلصنا إلی العدید من السمات الواقعیة یمکن بلورتها فی الآتی: 1-التأنی و الهدوء فی عملیة صنع القرار السیاسی: فالرئیس مبارک یمیل إلی الإعداد الطویل و المسبق للقرار المطلوب فهو یتأنی و یتمهل بشکل واضح قبل الإقدام علی اتخاذ قرار،بل أنه یتعامل مع القرارات بصورة هادئة من خلال قدرته علی استبعاد الضفط أو الإلحاح بإصدار قرار معین و یؤکد ذلک المدی الزمنی الذی استغرقه قرار إعادة علاقات مصر بالسوفیت و الذی وصل إلی ثلاثة أعوام (18-4891).
ففی الوقت الذی خلص التحلیل الواقعی للعدید من القرارات الخارجیة الی عدة سمات هی:التأنی و الهدوء فی عملیة صنع القرار السیاسی،و توسیع درجة المشورة فی هذه العملیة،و اتساع مساحة حریة الحرکات لأجهزة صنع القرار التنفیذیة فی المجال الخارجی،و عدم المیل الی أسلوب المفاجأة أو الصدمات الکهربائیة فی اعلان القرارات،نجد أن ادراک الرئیس مبارک یدور حول المیل الی المناقشة الواسعة للقرار قبل اتخاذه،و المیل الی الاستعانة بالخبراء و المستشارین،و المیل الی التانی و الهدوء فی اتخاذ القرارات،و الاصرار عدم تغییر القرارات بعد اتخاذها نظرا لما تأخذه من دراسات مطولة سابقة علی اعلانها."