ملخص الجهاز:
"و علی الجملة قد کان الفتح الاسلامی خیرا و سلاما للشعوب المفتوحة،فانه قد أصلح و حسن کثیرا حالة هذه الشعوب،کان الاسلام دینا مفتوحا لجمیع الناس،و إذا أسلم أحد من الشعوب المفتوحة فانه یرتقی الی مرتبة غیره من المؤمنین،کان الخلفاء یشددون فی إقامة الاخاء و المساواة،و کان عمر یقول:«من الظلم أن تحقر أخاک المسلم»أما فیما یختص بالمسیحیین فقد ترک لهم المسلمون قوانینهم و عاداتهم و دیاناتهم،و قد کان فی خلافة بغداد ثلاثة و عشرون أسقفا،و کانت ممارسة عبادتهم المسیجة حرة:فان الفاتحین لم یطلبوا الی رعایاهم المسیحیین إلا أن یحترموا المسلمین و لا یشهروا فی وجوههم السیف،و ألا یبیعوا الخمر،و ألا یغلوا فی ضرب النواقیس فیقرعوها بکل قوة و شدة،و ألا یغلوا فی قراءة الانجیل فیقرءوه بأقوی صوت و أشده.
آثرنا نقل کلام هذا المؤرخ الفرنسی علی ما فیه من طول و إسهاب لأنه ألصق بالحق، و لقد کان تسامح الاسلام الدینی-کما قلنا-و المثل الرفیع الذی کان یضربه المسلمون و أمراؤهم فی الشهامة و النیل،من أهم الأسباب التی جذبت شعوبا کثیرة الی الاسلام،و قد أدی هؤلاء خدمات عظیمة لهذا الدین،فبمعاونتهم استطاع العرب الذین کانوا أقل عددا من أصغر حامیة من حامیات الروم أو الفرس أن یبلغوا بالاسلام الی الهند و أطراف الصین شرقا و الی أسباینا و جنوب فرنسا غربا!فالبربر-و قد کانت أخلافهم و طبائعهم أشبه ما تکون (1)نفس المصدر ص 14 بأطلاق العرب و طبائعهم-بعد اعتناقهم الاسلام حمسوا1کل الحمس فی هذا الدین و القتال فی سبیله،فجاهدوا أصدق جهاد الی جانب إخوانهم العرب،و کان لهم أکبر افضل فی فتح الأندلس."