ملخص الجهاز:
"1-بعض الملاحظات المنهاجیة اثیرت اثناء الندوة-و بالذات فی بدایاتها- مجموعة من الملاحظات المنهاجیة المرتبطة بموضوع الندوة ساعدت علی توجیه النقاش نحو تحقیق الغایة منه الی حد کبیر،و یمکن ان نشیر فی هذا السیاق الی ثلاث ملاحظات اساسیة: الاولی تتعلق بتحدید اثر الثروة النفطیة المطلوب اخضاعه للتحلیل،فقد اتفق علی ان المقصود بهذا الأثر هو اثر الثراء المفاجیء الذی حدث فی السبعینات نتیجة رفع اسعار النفط علی نحو مؤثر اعتبارا من تشرین الاول/اکتوبر من عام 1973،و لیس اثر الثروة المتولدة عن النفط بصفة عامة،کذلک کان ثمة اتفاق علی ان دراسة هذا الاثر لن تقتصر علی ابعاده المباشرة،و إنما سوف تمتد ایضا الی تلک الابعاد غیر المباشرة،إذ لا یمکن الاکتفاء بتناول آثار الثروة النفطیة بالمعنی السابق علی نشاط حکومات الاقطار النفطیة،او تتبع المساعدات التی تقدمها هذه الحکومات للاقطار العربیة غیر النفطیة، و انما لا بد ایضا من أن یمتد التناول الی دراسة حرکة العمالة و التجارة التی اطلقها هذا الثراء النفطی.
و کانت القضیة الاخیرة فی المناقشات المتعلقة بالتفاعلات داخل النظام الاقلیمی العربی هی اثر الثروة النفطیة علی الوحدة العربیة،و قد أظهر النقاش وجود وجهتی نظر حول الموضوع،الاولی تذهب الی وجود آثار سلبیة واضحة للثروة النفطیة وجهة النظر هذه بالدور المضاد الذی لعبته اقطار نفطیة محافظة فی مواجهة المشروع القومی العربی التحرری الوحدوی فی الخمسینات و الستینات،و کذلک بالأثر المباشر الذی لعبته الثروة النفطیة فی تأکید منطق الدولة القطریة،و اخیرا الأثر غیر المباشر للثروة النفطیة علی الحرکة الهائلة للعمالة العربیة عبر الحدود السیاسیة القطریة،و هی حرکة کان ینتظر منها ان تدعم البنیة الاساسیة للوحدة العربیة المنشودة،غیر أنها أفضت فی غیبة استراتیجیة عربیة قومیة بهذا الصدد الی انقسام العمالة العربیة المهاجرة الی جماعات متصارعة متنافسة فی العمل فضلا عن توتر العلاقات مع ابناء الاقطار المستقبلة لها."