ملخص الجهاز:
"و بعد استقلال دولة الامارات المتحدة،و ازدیاد دخلها من النفط،أخذت تترسم خطی الکویت فی سیاستها الخارجیة،فأنشأت علی غرارها صندوقا للتنمیة العربیة،یدرس المشروعات التی تستثمر فیها أموال الدولة فی مختلف دول العالم العربی، کما أنها اتبعت نفس خطة الکویت فی الابتعاد عن المنازعات التی تنشب أحیانا بین بعض الدول العربیة.
و مع تضخم ثروة النفط تنتقل دولة الامارات من دورها السلبی الذی یستهدف فقط تجنب المنازعات،الی دور ایجابی یهدف الی التوسط بین الاطراف العربیة المتنازعة،و نذکر فی هذا المجال محاولة الشیخ زاید بن سلطان التوسط لرأب الصدع بین مصر و حکومة القذافی،و ذلک أثناء زیارته للقاهرة فی صیف سنة 4791.
و اذا کانت سیاسة التوفیق و ازالة الخلافات، هی رائد دولة الامارات فی المجال العربی،فمن باب أولی أن تسعی الی تصفیة المنازعات التی تکون فیها طرفا مباشرا و قد کان من أبرز المنازعات التی أثرت علی حیاة الامارات السیاسیة،ذلک النزاع القدیم علی الحدود مع السعودیة،أکبر جیرانها العرب فی منطقة الخلیج و من المعروف أن هذا النزاع موروث من العهد الاستعماری.
و بعد روح الاتحاد التی دعمتها حرب أکتوبر تمهد السبیل الی ازالة النزاع بصورة نهائیة کما أن تلک الحرب رفعت دخول الدول المنتجة للبترول أضعافا مضاعفة،و بدأ لم تعد المنطقة المتنازع علیها،و ما بها من احتمالات لوجود بترول تؤثر کثیرا علی تطلعات دولة کبیرة مثل السعودیة ذات الرقعة الشاسعة.
و یختلف رأی القیادات الشعبیة حول التوسع فی مثل هذه الاعانات و القروض،فبعضها یری الترکیز علی المساعدات للدول العربیة،بل یری هؤلاء أن دولة الامارات نفسها ما زالت بحاجة الی مشروعات ضخمة،و أن المشروعات تکلف أکثر مما تکلفه فی أی مکان آخر،بسبب و عورة البیئة التی تتم فیها المشروعات،فی حین یعتقد فریق آخر أن هذه المساعدات تکسب الامارات مکانا دولیا ممتازا،و خاصة بین دول العالم الثالث."