ملخص الجهاز:
"و لو لا ضیق المقام لحاولنا ترجمة الفصل الختامی لهذا المؤلف،الذی یرکز فیه المؤلف ما استخلصه من قواعد اقتصادیة و اجتماعیة للانتاج فی داخل المجتمع القاهری حینذاک،و دور الانتاج فی توحید الکلمة الشعبیة المصریة أمام الازمات المفتعلة و الحروب الضاریة النابعة من تناقضات مصالح الطبقة الحاکمة، و توازن القوی و المصلحة بین أفراد المجتمع القاهری و الطبقة الحاکمة،و التنظیمات الشعبیة التی کانت تربط بین طبقة التجار و العلماء من ناحیة،و بین الشعب القاهری الفقیر فی تسجیل مقاومة العثمانیین ثم الفرنسیین من ناحیة أخری و قد یکون من المناسب أن نترجم الجمل الاخیرة لهذا المؤرخ الفرنسی حیث قال «یرجع بعض الفضل فی تولی محمد علی الحکم سنة 5081 م الی الائتلاف الذی تم بین برجوازیة التجار و العلماء و بین عامة الشعب القاهری،فهناک حدیث جدید فی تاریخ القاهرة العثمانیة هو أن الادوار الرئیسیة لعبها قادة نهضوا من بین صفوف الجماهیر المجهولة التی تصدت للجنود العثمانیین،فلم تکن هذه القیادات مقصورة علی الاعیان کما کانت الحال من قبل.
لقد عاصر حداد الحرب العالمیة الاولی،و تاثر کثیرا بها2،و کتب ان الحرب هی ظاهرة طبیعیة،فهی تعبر عن الصراع من أجل البقاء،و هی تحدث فی کل مکان،فی داخل الجسم الانسانی،و فی عالم الحیوانات،و بین الامم بعضها و بعض،کما تنبه الی الاسباب الاقتصادیة للحروب،ففی مقال له بعنوان نشوء الحرب فی ابریل 5191،قدم عرضا لتاریخ الحرب فی عهود الیونان،و الرومان،و العصور الوسطی، و الحروب الصلیبیة،انتهی فیه الی القول بأن الباعث الحقیقی للحروب،مهما تنوعت أسبابها المباشرة أو الظاهریة،هو الحاجة الاقتصادیة،فالشعب المنتصر ینمو و یکبر،و الشعب المهزوم یقل و یضمر،و تنتقل موارد الرزق من المهزوم الی المنتصر،و من ثم فان الحرب هی صورة من صور التنازع علی البقاء."