ملخص الجهاز:
"و مثلما رفضت بریطانیا شعار تقریر المصیر بمفهومها هی-ای الانفصال عن مصر-رفضت الاحزاب المصریة و قد عبر فؤاد سراچ الدین عن هذا حین قال فی ذلک الوقت ان فکرة الاستفتاء کانت مستبعدة و مرفوضة لانه لا یمکن اقرار استفتاء لأسیوط مثلا6 و حسمت ثورة 32 یولیو 2591 هذه المرحلة فی العلاقات المصریة السودانیة و وضعتها علی اسس جدیدة تترکز علی المبادیء التالیة: (1)حق تقریر المصیر للسودانیین.
لقد بقی الجنوب حتی ذلک الوقت نسبة للسیاسة البریطانیة خارج اطار هذه العلاقات الجدیدة و ما نتج عنها من اثار ایجابیة فی المجالات السیاسیة و الثقافیة و عند توقیع اتفاقیة الاحزاب السودانیة عام 3591 و أغفلت الاحزاب الجنوبیة و لم تشارک فیها و کان هذا عاملا من عوامل الجفوة التی غذتها فیما بعد السیاسات و الممارسات الخاطئة من ناحیة و الدعایات الاستعماریة و التبشیریة من ناحیة اخری.
ان استقلال السودان عام 6591 وضع العلاقات المصریة السودانیة فی مرحلة جدیدة تقوم علی المساواة بین دولتین مستقلتین متکافئتین و انتفت التبعیة و الظرفیة و حل محلهما التفاعل من خلال المصالح المشترکة کما دخلت الفکرة الوحدویة التی وضعت جذورها وحدة وادی النیل فی تیار الوحدة العربیة و الوحدة الافریقیة الذی شارکت الثورة المصریة فی تدعیمه بفکرها و ممارساتها.
عبد الملک عودة إن عقد إتفاقیات منهاج العمل السیاسی و التکامل الاقتصادی بین مصر و السودان منذ عام 4791،یثیر عدیدا من القضایا الحاضرة و المستقبلة و فی مقدمتها قضایا الأمن القومی-خاصة أن الدولتین عقدا تحت مظلة هذا الجهد المشترک-إتفاقیة الدفاع المشترک فی یولیو 6791،بجوار ما یرتبطان به خلال جامعة الدول العربیة من دفاع مشترک و تعاون إقتصادی(إتفاقیة عام 0591)و ما تم من انشاء القیادة السیاسیة الموحدة مع سوریا فی دیسمبر 6791."