تعلیق علی مقال الدکتور لویس عوض عن الأساطیر السیاسیة مقدمة ومراجعة

"و انا مضطر مع الأسف الی ان انقل من ردی هذا ما قلته خاصة بالأشقاء العرب،و تحت عنوان«افزعنی»رای«الدکتور وحید رأفت‌[جویدة الأخبار فی 7891/3/32]-سویسرا واحة السلام وسط اوربا،فلماذا لا تتحول مصر إلی واحة السلام‌ وسط البلاد العربیة-الحیاد لا یغیر من علاقات الأخاء بین العالم‌ العربی و مصر،فهل حیاد سویسرا(أو النمسا)عزلها عن‌ شئون اوروبا و العالم،و هل اغلق ابواب جامعاتها و مدارسها التکنولوجیة فی وجه شعوب العالم شرقا و غربا؟و هل الحیاد یقف‌ ضد الأستعانة بالخبرة السویسریة(او النمساویة)او صد دعوة اساتذة جامعاتها و معاهدها الفنیة للمشارکة فی نشاط جامعات‌ الدول الأخری؟ فلیسأل السادة المهندسون عن الخبیر السویسری الکبیر الذی‌ نظم مدرسة المهندسخانه تنظیما حدیثا فی حکم الملک فؤاد]- الحیاد لیس عزلة أو عزلا،انما هو عملیة ترکیز انسانی لخدمة الأنسان،فی البلد المحاید و خارجه و هذه سویسرا تستضیف‌ مؤسسات،و منظمات عالمیة لخدمة السلام،و العمل و الصحة العامة وضحایا الحروب و جرحاها[«الصلیب الأحمر»،علم‌ سویسرا]و لخدمة العلوم و التکنولوجیا و الفنون و الآداب و العلوم‌ الأنسانیة-حینما کانت مصر تابعة اسمیا للدولة العثمانیة و واقعة تحت الأحتلال البریطانی،کان دورها فی ذلک الزمان‌ [قبل الحرب العالمیة الأولی‌]اقرب الی دور سویسرا،یلجأ الی‌ حماها مفکرو البلاد العربیة کتابا و رجال سیاسة،و فنانین، و طلاب علم،ممن یضیقون ذرعا بالأحتلال الفرنسی و الأیطالی‌ لبلاد الغرب،و بالحکم العثمانی علی عرب الشرق،و کان أولئک‌ الأفاضل عن عوامل النهضة المصریة فی اکثر من ناحیة،نشأت‌ و تمکنت بهم عواطف الأخوة العربیة-حیاد مصر یفتح امامها الطریق لمعاونة الدول العربیة جمیعا فی محنتها و علاقتها الدولیة إذ تصبح مکانا مهیئا لمجالس التحکیم الدولی-مطالبة مصر بالحیاد لا تعنی مطلقا ای مساس بالعلاقات الأخویة و الأنسانیة بین مصر و جیرانها جمیعا."