ملخص الجهاز:
"حقیقة أن هناک محاولات و جهودا سبقت الدکتور الراعی فی التعرض للابداع المسرحی العربی،إلا أنها ظلت حبیسة الاطار وحید الجانب الذی تحرکت فنه،فمنا ما کان یعرض للعمل المسرحی فی سیاق تاریخ الفن العام فی الوطن العربی(دراسات الدکتور محمد یوسف نجیم مثلا)و منها ما کان یرکز علی جانب بعینه من تقنیات الفن أو الموهبة المسرحیة(دراسة المخرج المصری سعد أردش عن المخرج و دوره)،و منها ما تعامل مع المسرح کنص أدبی قبل أن یکون عرضا ممتعا أو«فرجة»1 تستهوی جماهیر المشاهدین(مثلا دراسة الدکتور محمد حامد شوکت عن المسرحیة فی شعر شوقی)و منها ما اقتصر علی سرد ذکریات عن دور یکون قد أداه هذا الفنان أو هذه الفنانة علی مسرح«الحیاة و النشاط المسرحی»فی قطر عربی ما،بکل ما یکون قد شاب مثل هذه الذکریات(برغم أهمیتها البالغة)من منطق التبریر أو التمجید أو تصفیة الحسابات(من هذه الکتابات مثلا ذکریات الممثلة المصریة فاطمة رشدی بعنوان«کفاحی»فی المسرح و السینما،و کتاب المخرج الکلاسیکی الراحل فتوح نشاطی الاکثر رصانة بعنوان خمسون عاما فی خدمة الفن المسرحی).
(3)و ربما تکتمل صورة المسرح العربی أیضا،بتناول قضیة النشر و الثقافة المسرحیة و هی التی عمقت الوعی المسرحی فی ضمیر أجیال عربیة عدیدة،و کانت تمثل خطا متألقا و موازیا للابداع الدرامی-و لیس ببعید أیضا السلاسل الرائدة فی مصر-منذ الخمسینات مثلا و منها سلسلة مترجمات المسرح العالمی «بمقدماتها الضافیة»،و التی شارک فی بعضها الدکتور الراعی نفسه،فضلا عن مکتبة الفنون الدرامیة التی توفر علیها جهد فرد محب للمسرح هو الاستاذ عبد الحلیم البشلاوی،إلی جانب إفراد الصفحات الأدبیة فی الصحف الیومیة-صحیفة المساء بالذات-للثقافة الدرامیة و متابعة الحرکة المسرحیة العربیة و الدولیة تعریفا بها و احتفالا بالجدید فیها- نسوق هذا لأن هذه التجارب-فی مجال النشر- أفادت منها أقطار عربیة أخری دعما للحرکة المسرحیة علی أرضها."