ملخص الجهاز:
"فلا عجب اذن أن یشغل هذا التراث أذهان المعاصرین و ان یلتفتوا الیه بالعین الفاحصة، و ان یقیموا بینه و بین حرکتهم المعاصرة هذه الجسور التی تمر من فوقها أجیال المستقبل فی طریقها الی بناء هذا المستقبل، و الی تصمیم مساراته حینا،أو املاءه (@)-قدمت هذه الدراسة کدلیل للجنة وضع مشروع أسس تحقیق التراث العربی و مناهجه -المنظمة العربیة للتربیة و الثقافة و العلوم، جامعة الدول العربیة،بغداد.
فأما أعداؤه فقد أدرکوا منذ حین بعید انهم لا یستطیعون أن یقیموا هذا الجیل من الناس الیوم،-و هو فهم یهدف الی السیطرة و الاستثمار و الغلبة و الاحتواء و الالتهام-الا اذا فهموا جذوره الاولی، و أدرکوا بدایات هذه الجذور أو عرفوا تربتها و مسالکها الی النمو لیکون عملهم نقیضا لهذا النمو و تضادا معه..
و أصبحنا ندرک بوضوح،یوما بعد یوم، أن هذا التراث-و هو بطبیعة الحال تراث مشترک-لابد فیه من عمل مشترک،و ان ثقل الحمل یقتضی،أول ما یقتضی، التعاون علی حمله،و ان انتسابه الی الوطن العربی و البلاد الاسلامیة یحتم أن یکون العمل فیه نقطة التقاء بین أطراف الوطن العربی و البلاد الاسلامیة..
قد تتکاثر الاراء،و تختلف المناهج، ولکنی أرجو أن أقترح الخطة التالیة: یبدو لی ان العمل فی التراث یمکن أن یتحرک فی المیادین الخمسة التالیة،أو المراحل الخمس التالیة: المیدان الاول:مرحلة التعرف: لیس هناک من یزعم اننا نعرف هذا التراث کله..
المیدان الثالث-مرحلة الفهارس الاولیة: اجتماع مصورات هذه المخطوطات فی بلد عربی،أو فی عدد من البلاد العربیة یفتح الطریق عریضا أمام عمل تنظیمی آخر شاق هو اعداد الفهارس الاولیة و طباعتها طباعة مبدئیة علی شکل قوائم،و تعمیم نشرها علی المؤسسات العلمیة فی الوطن العربی کله."