ملخص الجهاز:
"و علی هذا النحو تکون معرفة الخالق موضوع العلم الالهی کمرحلة أخیرة من البحث الفلسفی و هکذا یؤکد ابن سینا أن المیتافیزیقا هی العلم الوحید القادر علی إثبات وجود الخالق عن طریق النظر:«و للنظر هل الموضع لهذا العلم هو إنیة الله تعالی جده،أو لیس ذلک،بل هو شیء من مطالب هذا العلم؟فنقول:إنه لا یجوز أن یکون ذلک هو الموضوع،و ذلک لأن موضوعکل علم هو أمر مسلم الوجود فی ذلک العلم،و انما یبحث عن أحواله(...
فکیف یمکن للاحوال أن تکون أعراضا،من ناحیة، و غایة و مطلبا من ناحیة ثانیة؟أو بالاحری،هل یعقل أن یکون ابن سینا قد اتخذ من الاعراض غایة و مطلبا للعلم المیتافیزیقی؟قد یبدو للوهلة الاولی أن ابن سینا قد وقع فی التناقض،لکن ان تأملنا الموضوع ملیا،لزم علینا الاجابة عن الاسئلة الثلاثة التالیة:هلاعتبرت أنواع الموجود و أحواله بحسب مستوی واحد أو بحسب مستویین؟هل جمیع هذه الاحوال أعراض خاصة للموجود و علی جمیع المستویات؟ هل المادة،و المتعدد،و القوة،و الذات و الممکن متقدمة علی الصورة،و الواحد، و الفعل،و الوجود،و الضروری علی کل المستویات؟ لقد اجبنا عن السؤال الاول،عند ما قلنا ان الموجود ینقسم الی انواع بحسب ماهیته و صورته،و الی أحوال خاصة به و لازمة له بحسب غایته09.
تقع اذن فلسفة ابن سینا المتعلقة بالذات و الوجودیین الذاتیین و الوجودیین و الآن ننتقل الی موضوع آخر،هو العلة و المعلول،یقال عن موجود،انه علة لموجود آخر عند ما یکون وجود هذا الاخیر صادرا عن الاول الذی سبق ان تحقق وجوده بالفعل.
(01)-راجع لمصادر المذکورة فی الملاحظة رقم 5،خاصة الهیات الشفاء،المقالة الاولی،الفصل الثانی،ص 31(01)حیث یقول ابن سینا:«فالموضوع الاول لهذا العلم هو الموجود بما هو موجود،و مطالبه الامور التی تلحقه بما هو موجود من غیر شرط»."