ملخص الجهاز:
"و مجموع المتون یمثل صورة الثقافة العامة التی کان علی أبناء ذلک الجیل أن یلموا بها،بل أن یحذقوها دراسة قبل أن یتوزعهم التخصص.
و لعل من الخیر أنم نتعرف ألوانا من تلک المتون التی کان یضمها المجموع لنقف علی صورة للثقافة العامة التی کانوا یأخذون بها أنفسهم قبل أن تتفرق بهم سبل العلم.
بین یدی(کتاب مجموع من مهمات المتون المستعملة من غالب خواص الفنون) طبع بدار الکتب العربیة الکبری بمصر فی شهر صفر من سنة 1328 هـ(1910 م)، و هو نمط لهذه المجموعات من المتون التی تحدث عنها الدکتور طه حسین فی الجزء الأول من کتابه الأیام،و التی کان الطلاب فی مشرق الأرض العربیة و مغربها یردونها لینهلوا منها و یتزودوا ضروب المعرفة الأولی،لیمضوا من بعد فی طریق التعمق و التخصص.
الفنون التی عرض لها المجموع ستة عشر فنا تنطوی علی خمسین متنا وها هی ذی: 1-فن التوحید(ص 2-48)،و جاء فیه سبعة متون،یتخیر الأستاذ لمریدیه و طلابه ما یشاء منها.
و بعد،فهذه قصتی مع مجموع المتون،بسطتها للناشئة العربیة التی هی همنا و غایتنا فی کل عمل،أرید لها أن تتعرف صورة من صور الثقافة العامة التی ینشأ علیها أجدادهم فی تلک العصور الصعبة،و أن تتبین الطریقة التی کانوا ینتهجونها فی تلقی العلوم و المعارف لیظلوا علی ارتباط بالأرض و التراث،ثم أن یکون اطلاعها حافزا یدفعها أن تزداد تشبثا بالأرض و اطلاعا علی التراث، تمع بینه و بین الحداثة و المعاصرة،لتحتفظ بهویتها و أصالتها(حین تظل معتصمة بالأرض و التاریخ و التراث)،و لتتصل بالعالم المتحضر من حولها(حین تفتح أبوابها لکل الثقافات)فترسی بذلک بناءها الثقافی الحضاری علی قواعد راسخة صلبة،و تشارک فی مسیرمة الحضارة الانسانیة مشارکة ابداع و ابتکار."