فقاقیع - مجلة الرسالة مقالة

"و کانت تلک الزعامات الصغیرة التی‌ تهتف باسم القومیة،و تدعو إلی العزالة عن مشکلات العالم‌ الإسلامی،و تسخر ممن یدعون إلی وطنیة الإسلام الصخمة، و إلی التکتل الإسلامی الکبیر و لقد کانت تلک الزعامة البائسة التی قادت ثورة سنة 9191 فی مصر مثلا من أمثلة ضیق الأفق،و الانعزال عن الفکرة الإسلامیة و الهدی الاسلامی،و الانعزال تبعا لذلک عن الاتحاه‌ العالمی فی التکتل،و النظرة التقدمیة لمستقبل البشریة و من هذا الضیق و الانعزال عن الهدی الاسلامی،جاءت‌ الکوارث کلها،و طال أمد الصراع مع الاستعمار،و وقع ذلک‌ الانحلال الخلقی،و الانهیار الاجتماعی،و ذلک الفساد الذی‌ تعانیه البلاد،و یفتت کیانها تفتیتا.. و ما یزال هذا النور سابقا لما وصلت إلیه البشریة فی‌ التفکیر فأما دعوة الشعوب الإسلامیة إلی الشیوعیة أو غیرها من‌ المذاهب المادیة الأخری،فهی دعوة مضحکة تثیر الهزء و الاستخفاف بتلک الفقاقیع الآدمیة التی تدعونا إلیها؟ إذن ما الذی یدعو شعوبا بأسها،یتجاوز تعدادها ثلثمائة ملیون مسلم،فی شعاب هذه الأرض،إلی التخلی عن فکرة أو عقیدة عاشت فی ظلها أربعة عشر قرنا؟.."