التعلیم فی مصر مقالة

"و نظریة حشد الأدمغة بالعلومات البعیدة عن الحیاة لا زالت متجسمة فی منهجها الجدید، و لا زال کثیر من التلامیذ یبغضون المدرسة و ذکرها و کل ماله‌ مساس بها،و لم یعمل المنهج الجدید شیئا فی سبیل تحویل وجهة نظر التلامیذ و الأهلین عن الوظائف و التوظف الخ الخ» و جاء فی مؤلفی سابق الذکر صفحة 391 تحت عنوان‌ عیوب التعلیم الحاضر ما یأتی: «هذا و المعلم القدیم الذی باشر العمل فی المدارس المصریة منذ عشرین سنة و لا یزال یباشرة إلی الیوم یشعر بالأسف‌ العمیق أیضا؛إذ یحس أن روح الجد و العمل من ناحیة التلامیذ قد انقلبت إلی روح استهتار و قلة اکتراث و کسل یصحبها میل شدید إلی الأخذ بأکبر من المتعة و اللذة و حیاة الطراوة و الهزل،حتی حار فیهم المربون و ضاقوا بهم ذرعا و استولی الیأس‌ من إصلاحهم علی قلوب الکثیرین،و أصبحت الحالة لا تطاق‌ بین جدران المدارس بسبب ما یوجد من الاستهتار و الرعونة و الخروج علی المبادئ الأساسیة المرعیة بین التلمیذ و معلمه- و أن الفوضی التی تنتاب المدارس أحیانا من خروج علی النظام‌ و الآداب و إتلاف لبعض أثاث المدرسة مما یتناول کرامتها و کرامة أساتذتها لما تحزن له النفس و یهلع له القلب،و هذه حالة ستؤدی حتما إلی تدهور خلقی أشنع مما تقاسیه البلاد الآن إذا لم تجد الید القویة الحازمة الرادعة التی تضع الأمور فی نصابها فتعید إلی المدرسة کرامتها و تجعل أساس المعاملة بین التلمیذ و أستاذه و مدرسته الاحترام الحقیقی المشوب بالعطف الأبوی.."