ملخص الجهاز:
"فالعمائر الفخمة تستلزم مساحات واسعة منظمة یتخللها فضاء یظهر عظمتها، ففی المدن الرومانیة کانت الطرق الواسعة ذات التخطیطات المنظمة و المیادین و من بینها الفورم Forum تسمح عن بعد بمشاهدة الأبنیة العامة المستقلة الواحدة عن الأخری أما الأبنیة العامة فی المدن الإسلامیة فی اسبانیا علی اختلاف أنواعها بما فی ذلک المساجد و الأضرحة التی یتعد ارتفاعها مترا و نصف متر،فکان یراعی فی بنائها الفائدة العملیة فقط مما جعل مظهرها الخارجی متواضعا-یستثنی من ذلک فقط الأبواب الحربیة التی تؤدی إلی أسوار ملاصقة لها،فهذه کان لها مظهر الأبهة و الغنی الزخرفی الکبیر، أثرة فی ذلک بالأبواب الرومانیة التی ما زالت بقایاها حتی الآن فی قرمونة و القصر و قوریة؟؟؟،ومتأثرة کذلک تأثرا غیر مباشر بالابواب الشرقیة کأبواب القاهرة الفاطمیة.
و ینسب بعض الکتاب العرب إلی الخلیفة عبد الرحمن الثالث تقدیره التالی للعمارة: همم الملوک إذا أرادوا ذکرها من بعدهم فبألسن البنیان إن البناء إذا تعاظم قدره أضحی یدل علی عظیم الشان و لکن قصور مدینة الزهراء التی أقامها هذه الخلیفة الذی کان یشغف بالبناء شغفا عظیما،مسبغا علیها أبهة و ترفا لیس لهما مثیل-لم تسلم من احتجاجات باسم الشرع کتلک التی أثارها الفقیه منذر بن سعید البلوطی مستعینا بآیات قرآنیة ضدها-أما الأبنیة الرومانیة فقد کانت تقف قویة أمام عامل الزمن الهادم،مثل ذلک أبنیة قادس التی هدمها القائد المرابطی ابن میمون قبل منتصف القرن الثانی عشر المیلادی معانیا فی ذلک صعوبة لا یستهان بها،متأثرا بما قاله بعض المازحین من سکان قادس:من أن هذه الأبنیة کانت مقامة علی کنوز ضخمة و ملیئة من الداخل بالتبر و قناطر ماردة و المنکب أمثلة أخری للابنیة الرومانیة الکبیرة التی ترتفع شاهقة فوق منازل إسبانیا الاسلامیة."