ملخص الجهاز:
"و علی الرغم من أن سیبویه،و هو یعرض لوظیفة الحال،اتجه إلی ربطها مباشرة بالفعل فی قوله:(هذا باب ما یعمل فیه الفعل فینتصب و هو حال وقع فیه الفعل،و لیس بمفعول کالثوب فی قولک:کسوت الثوب[زیدا]،و فی قولک:کسوت زیدا الثوب؛لأن الثوب لیس بحال وقع فیها الفعل،و لکنه مفعول کالأول)فإن أغلب حدود النحاة و شروحهم التی توضح الملحظ الدلالی لهذه الوظیفة تتجه إلی الترکیز علی العلاقة بین الحال و صاحبها کقول ابن السراج مثلا:(و الحا إنما هی هیئة الفاعل أو المفعول أو صفته فی وقت ذلک الفعل المخبر به عنه)...
و لکن هذا التداخل یقوی و یشتد عندما یعبر عن وظیفة الحال بجملة فعلیة مضارعیة؛إذ یأتی ملحظ التعلیل فی مقدمة الأبعاد الدلالیة التی یعبر عنها بالجملة الفعلیة المضارعیة،و لکن هذه الجملة تعرب حالا،و لا ینظر فی احتمال کونها تعلیلا؛ لأن التداخل الدلالی لا یکفی وحده،فلا بد من اشتراک فی الشرط الصرفی أو التنوع البنیوی للوظیفة،و المفعول لأجله لا یأتی جملة عند النحاة،و هکذا یبدو أن تمسک النحاة بکون المفعول لأجله لا یکون إلا مصدرا جعلهم لا ینتبهون إلی ملحظ العلة فی کثیر من التراکیب التی عبر فیها عن هذا الملحظ بالجملة".
أما المجموعة الثانیة فتحتوی جملا مشابهة لأمثلة المجموعة الأولی فی خلوها من الضمیر و ابتدائها بالواو،و ارتأت الفاضلة أنها تداخل فیها الحال مع المفعول معه،و لا فرق فی الدلالة علی(الهیئة العامة)بین جمل المجموعتین، و إن کانت جمل المجموعة الأولی تدل علی أوقات محددة مستفادة من الدلالة المعجمیة لبعض ألفاظها و من الوصف أو المصدر الذی بعدها:"نجم الشتاء خقوق"،"قرن الشمس منفتق"لون اللیل داج"،"تالی النجوم طلوع"،"شمس النهار غروب"،"و العیوق مقعد رأبئ الضرباء"أما جعل المجموعة الثانیة فالوقت فیها غیر محدد لخلوها مما ذکرناه فی جمل المجموعة الأولی."