رؤیا مزعجة - مجلة الرسالة افتتاحية

"و فیما یلی بإبجاز أهم ما بعثت به هذا المصادر الثلاثة من‌ معلومات تلقی ضوءا علی مستقبل الصراع بین الحریة و الاستعمار فی ذلک الجزء المهم من العالم الإسلامی: فلجنة التوفیق الدولیة(و هی المعروفة سابقا بلجنة المساعی‌ الحسنة)تؤکد بأن الوضع العسکری و حالة الأمن فی أندنوسیا هما الآن أبعد ما یکونان عن الاستقرار،فلقد احتملت القوات‌ الهولندیة فی ضربات خاطفة،و بعد استعداد شهور طویلة،بعض‌ المدن الأندنوسیة الکبری،و لکنها عجزت عن السیطرة علی‌ أکثریة المناطق الریفیة کما عجزت عن تأمین المواصلات بین‌ مناطق احتلالها و عن حفظ الأمن حتی فی المدن التی ترابط فیها الجیوش الهولندیة. و تلخص تقاریر اللجنة الدولیة هذا الوضع العسکری السی‌ء فتقول إنه لیس للحکومة الهولندیة قوات عسکریة کافیة لحفظ النظام فی منطقة الجمهوریین،و إن علی الهولندیین و الحالة هذه‌ أن یکفوا عن المواربة و أن یعیدوا نظام الحکم الجمهوری،و أن‌ یجعلوا قرارات مجلس الأمن القاضیة بتألیف اتحاد الولایات‌ الأندنوسیة فی نطاق الحکم الذاتی الذی یتدرج بالبلاد فی فترة شهور قسیرة إلی الاستقلال التام،بعیدا عن السیطرة الهولندیة."