علی الجارم بک بمناسبة ذکراه الأولی مقالة

"و کثیرا ما تتوفر للأمم أسباب الرقی و مقومات النهوض و لکنها تفتقر الی الأخلاق؛فلا یحالفها من أجل هذا النجاح فی مراحل‌ نموها و تطورها،و لذلک لم یکن أمیر الشعراء مبالغا عندما شاد بالأخلاق قائلا: فانما الأمم الأخلاق ما بقیت‌ فان همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا و علی الجارم کان من رجالات مصر العاملین الذین حدموا وطنهم و خلفوا وراءهم آثارا ناطقة بما لهم من فضل یستحقون من‌ أجله الذکری و الخلود. و لقد توفر الجارم علی الکتابة الأدبیة بعد تخلصه من أغلال‌ الوظیفة و تخففه من أعبائها،فأنتج فی تلک الفترة الوجیزة کتبا قیمة تفخربها المکتبة العربیة،نذکر منها«شاعر ملک،سیدة 41*43 القصور،فارس بنی حمدان،خاتمة المطاف،مرح الولید،غادة رشید،هاتف من الأندلس؛قصة العرب ف اسبانیا1» و هذا عدا بحوثه القمیة فی«المجمع اللغوی»التی سجلتها أعداد مجلته،و هی إن دلت علی شی‌ء فی الرجل،فانما تدل علی‌ اتساع الأفق و سلامة الذوق،و نضوج الفکر،وسعة الاطلاع‌ و عمق التفکیر و الرغبة فی التجدید أردت فی هذه الکلعة أن أکشف بقدر ما أستیع عن مجالات‌ الجارم-رحمه الله-فی غیر میدان الشعر،الذی عرف به،و من‌ أجله لمع اسمه،و ذاع صیته و عرفه القاصی و الدانی من أهل المشرق‌ و المغرب."