ملخص الجهاز:
"فهل یکون من مجاراة الصواب القول بأن ذلک الناجز هو الهویة القومیة؟و هل هذا یکفی للانتقال من سؤال«من أنا؟»إلی«کیف أنا»کقراءة للمستقبل؟ فإذا عرفنا الهویة اشتراطا بأنها مجموعة العناصر و القیم والمعاهد الأناسیة المعرفیة الواسمة لکتلة اجتماعیة معینة فی زمان و مکان محددین، معبرة عن نفسها من خلال منظومة القیم الثقافیة و التأطیر الاقتصادی الإجتماعی ذی التعبیر السیاسی المحدد،بحیث تکون فعلا سیروریا تاریخیا اجتماعیا زمکانیا متطورا فی بنیته و مساره أبدا،مکونا من ترابط جدلی حلزونی متصاعد بین المکونات القبلیة و التوضع الإحداثی الآنی و السیرورة البعدیة لمسار تلک المکونات و أطر التعبیر عنها،فإننا نلاحظ بأن ما هو قائم فی التاریخ ناجز حتی لحظة المناقشة،و ذلک ما ارتبط منه بالهویة القومیة.
لکن الوقفة الهادئة تحتاجها مقاربة الدکتور مصطفی سویف لسؤال الهویة حیث یقول تحت عنوان:«نحن و الهویة الوطنیة»:من بین الأدواء الإجتماعیة النفسیة واسعة الانتشار فی مجتمعنا المصری فی الآونة الراهنة داء الانسلاخ المتجدد عن هویتنا المصریة و یفصح هذا الأداء عن نفسه من خلال عدة مظاهر،بعضها جزئی أو سطحی مباشر،و البعض الآخر یضرب فی الأعماق بصورة غیر مباشرة»و بعد أن ثلاثة من الأدواء(النقد الذاتی الهدام،الهجرة النفسیة،الهجرة المکانیة أو الجغرافیة)یصل الی الداء الرابع حیث یقول:«الدعوات التی تؤسس نفسها علی هذه الهجرة النفسیة أو تکرسها ضمن تکریس مصادر نفسیة تاریخیة لتضمن لنفسها أوسع قدر من الذیوع(و أیسره و أسرعه)و من هذا الطراز من التوجهات ما شهدناه فی الخمسینات و الستینات من الدعوة الی الفناء فی العروبة(فی الهویة العربیة) و قد بلغت أوجها أثناء الوحدة السیاسیة مع سوریا»."