ملخص الجهاز:
"و یتوضع هذا الاختلاف فی السؤال الذی نطرحه فی الصیغة التالیة:هل أن الواقع المادی وحدات غیر قابلة للتدمیر أو الاتلاف،أم هی دفق غیر منقطع؟و یمکننا أن نطرح السؤال فی صیغة أخری:ما هو الواقع الشرعی للمادة؟ عند ما نفکر فی الشکل و المادة،نعلم أن موقفی برمنیدس و هیراقیطس فی التغیر و الثبات لا یزال الفکرة المرکزیة فی العلم الحدیث؛إنه لا یزال یعکس النزاع بینهما فی وجهات النظر الحدیثة المختلفة و المتباعدة بشأن جوهر العقل.
و خلص زینون إلی القول:یجب أن تکون الأشیاء مصنوعة من عدد لا نهائی من الأشیاء،الأمر الذی یعنی أنها لیست مؤلفة من قسیمات أو ذرات،بل هی مستمرة علی نحو اتصال.
و تدفعنا إلی طرح السؤال التالی:ماذا نقصد بکلمة«یوجد»؟ إن کانت الموضوعات الفیزیقیة هی الوحیدة،فما یمکننا أن نقول عن قوانین الطبیعة،و الجاذبیة و القوة الخ؟هل توجد هذه الصور المثالیة؟هل توجد التجربة؟هل توجد تجربة الألم أو تجربة اللون؟و إن کانت غیر موجودة،فما نقصد عند ما نقول:إن شخصا ما زال یتألم،أو أن کان یتذوق هذا اللون أو ذلک؟و مهما یکن الأمر،فإن الصور المثالیة و البنی،التی یحتمل أن تکون مجسدة فی المادة،تمیزت،و لا تزال تتمیز،بأهمیة کبری فی العلم؛هذا،علی الرغم من أنها لیست مادة.
یمکننا أن نسأل:هل الزمان نسبی أو مطلق؟ یتصور العلماء الزمان و المکان علی نحو مطلق و علی نحو نسبی، و یتساءلون:ألیس الزمان أکثر من تتابع الأحداث؟و هل یتابع سیلانه علی نحو یتجاوز الأحداث الی ما یقع بعدها؟ لما کان علماء العصر الحدیث یجدون صعوبة فی تقبل وجهة النظر الاغریقیة القدیمة التی أشارت إلی الصفة الدورانیة للزمان،المنسجمة مع التطور الدورانی لحرکات الأجسام السماویة،و ضیقت علی وجهة نظر التتابع الخطی،فإنهم تأثروا بعمق بالساعات الآلیة التی تمدهم بمعرفة الوقت."