ملخص الجهاز:
"هذه الاسالیب الثلاثة و التی تقوم علی اساس حقیقة العلاقة بین القائد و سائر اجزاء المجتمع السیاسی حیث تصیر من طبیعة واحدة هی ممارسة الاب لسلطاته مع أبنائه فی النموذج الأول فاذا بها فی النموذج الثانی تأخذ صورة رب القبیلة أو رئیس المجتمع القبلی و قد اضحت علاقاته بغیر اسرته یغلفها طابع شیخ القبیلة و لیس رب الاسرة بما یعنیه ذلک من اضعاف و لو نسبی للعلاقات الشخصیة و اختفاء و لو جزئی للمفهوم المجرد للقیادة الجماعیة.
علی اننا رغم ذلک نعتقد ان هذا الاطار الذی یقدمه العالم المذکور یتضمن بعض النقائص التی تجعلنا نتقبله بشیء من الحذر انه یخلط بین النموذج الاسلامی للقیادة کما نستطیع ان نستخلصه من متابعة النماذج التاریخیة للتعامل السلطوی خلال فترة الدولة الاسلامیة الاولی و خصائص التعامل العربی المعاصر.
فاذا تصورنا أن القیادات الکبری فی المجتمعات المتقدمة تعلن بصراحة ان أی فرد کائنا ما کان لا یستطیع ان یجمع تلک الخصائص التی تسمح له بان یقول کلمة نهائیة فی أی بعد من ابعاد التعامل القومی دون اخذ رأی المستشارین و المسؤولین و بحیث لا تتعدی وظیفة القائد مجرد ترجیح رأی علی آخر،نستطیع أن نتصور مدی عمق النتائج المخیفة المترتبة علی ذلک الطابع الشخصی فی المجتمعات العربیة.
حیث ان السیادة الحقیقیة تنبع من الممارسة و حیث أن هذه السیادة لا تجد ای عناصر للمقاومة و انما جمیع العناصر الشعبیة و الاجتماعیة تقف من الممارسة موقف التطویع فاذا بها تعید تشکیل ذاتها بما یتفق مع خصائص الممارسة،فکیف یمکن تصور معارضة للحاکم و ذات فاعلیة؟ ثانیا:اضف الی ذلک ان مثل هذا الوضع لا بد و ان یقود الی تدعیم عدم الثقة بین اولئک الذین یقفون موقف المسائدة للحاکم."