ملخص الجهاز:
"أیها السادة: إن الهیئات الإسلامیة و العربیة التی تقیم هذا الاحتفال الکبیر بدار جمعیة الشبان المسلمین بالقاهرة من أجل مؤازرة مصر العزیزة و تأییدها فی موقفها من مقاومة الاستعمار الأجنبی الغاشم إنما تؤدی هذه الهیئات بعض ما یجب علیها نحو مصر شعبا و ملکا و حکومة:فمصر أیها السادة هی حصن العروبة و الإسلام و قضیتها قضیة المسلمین و العرب جمیعا و قوتها قوة لهم جمیعا و ان مصر لتتبوأ عن حق و جدارة مکان الزعامة و القیادة للعرب و المسلمین و إنی لأقول بأعلی صوتی إنه لن یتحقق لبلاد العروبة و الإسلام استقرار و لا خلاص من المطامع الاستعماریة الأجنبیة إلا إذا تم استقلال مصر و تم جلاء الانجلیز عن و ادی النیل مصره و سودانه و استعادت مصر قوتها الحقیقیة و عادت للجیش المصری الباسل عظمته التاریخیة المسطرة أخبارها و مفاخرها فی سجلات التاریخ العسکری بحروف من نور.
أجل أیها السادة لقد کان جیش مصر کما وصفه الرسول الکریم من خیر الجیوش و أقواها فکان حمی لبلاد العروبة و الإسلام مؤیدا بالانتصارات التاریخیة الحاسمة فی مواقع و معارک کانت نقاط تحول فی تاریخ الحروب و المعارک العالمیة فکان السلطان صلاح الدین الأیوبی علی رأس جیش مصر فی معرکة حطین بفلسطین سنة 385 هـ تلک المعرکة الحاسمة التی انهزمت فیها أوروبا و جیوشها أمام بأس جیش مصر و من معه من جیوش المسلمین و وقع ملوک الصلیبیین و کبار أمرائهم و قادة جیوشهم أسری أذلة بأیدی المسلمین المنتصرین و أثمرت تلک المعرکة فتح القدس و تطهیرها و سائر بلاد فلسطین و جانب من بلاد سوریا و استخلاصها من الاحتلال الصلیبی."