ملخص الجهاز:
"کل هذا ما کان لیحدث لولا التغیرات الدولیة التی أخلت بمیزان القوی،ففی أحداث دولیة سابقة،و حین کانت دولة ما تعمل علی فرض إرادتها أو رغبتها بعیدا من الهیئات الدولیة،کما هی الحال فی حرب السویس عام 6591،أو أزمة الصواریخ فی کوبا،کانت الأمم المتحدة تتدخل لحل الصراع أو الأزمة بالطرائق السلمیة و من خلال العودة و الإحتکام إلی المیثاق.
مظاهر الأزمة فی الأمم المتحدة و هیئاتها المختلفة یمکن التوقف أمامها من خلال مواقف الأمین العام و تصریحاته فی شأن دور هذه الهیئة الدولیة و کذلک هیبته و مکانته لدی مختلف الدول و الشعوب التی تنشب فیها صراعات و تکون بحاجة إلی الأمم المتحدة أکثر من سواها،و من خلال مواقف الدول الکبری من الأمم المتحدة و حیادیتها،من خلال النشاط و الإنجازات المیدانیة للأمم المتحدة و خصوصا قوات حفظ السلام.
لقد فشلت الأمم المتحدة و أمینها العام بطرس غالی و معهما الولایات المتحدة الأمیرکیة فی التخفیف من حدة الصراعات و الأزمات الداخلیة و الإقلیمیة التی باتوا أطرافا فیها،کما غیرهم من الأطراف،و لما کان الأمر یعنی بدرجة رئیسیة العدید من البلدان النامیة التی لا سند و لا قوة دولیة لها تحمیها،کما هی الحال فی أزمة الشرق الأوسط و الصومال،فإن ذلک یتطلب،بدرجة رئیسیة و قبل فوات الأوان،إعادة النظر بتنظیم الأمم المتحدة و بهیکلیتها و نشاطها،و العمل علی إحیائها و إعطائها الدفع علی أسس جدیدة تکفل: 1-حیادیتها فی الصراعات الدولیة و الإقلیمیة و اعتمادها وسائل الضغط السلمیة من خلال مؤسسات الأمم المتحدة کما المؤسسات الدولیة الأخری و إستناد هذه الهیئات فی قراراتها إلی العدل و الحق اللذین یهدفان إلی حمایة السلام بین الشعوب و الأمم و لیس تحقیق السلام علی حساب الشعوب الفقیرة و المستضعفة."