ملخص الجهاز:
"ما یجب الإشارة إلیه هنا عند ذکرنا لهذه الحقائق التاریخیة هو لیس بهدف الغوص فی دراسة تاریخیة للمجتمع الجزائری،بقدر ما هو توضیح للعلاقة الترابطیة بین الاختلال الاجتماعی الذی حصل بعد دخول الاستعمار للجزائر و ما نتج عنه من آثار علی التعلیم و علی تفشی الأمیة فی الجزائر فی جمیع الأوساط علی العموم،و فی الأوساط النسویة علی الخصوص،و کیف تم ذلک بالتوازن مع النخفاض المستوی الاقتصادی و ضعف الثقافة و الروابط الاجتماعیة و الدینیة و الضعف العام المجتمع الجزائری أثناء الفترة الاستعماریة،بعکس الادعاءات القائلة«بأفضال الاستعمار»فی تعلیم المرأة.
هناک نقاط مهمة ساهمت بصورة مباشرة فی إضعاف الضبط الاجتماعی و التی کان لها نتائج مباشرة علی التعلیم مثلما کان لها إسهامات أخری غیر مباشرة فی إضعاف الحالة التعلیمیة فی المجتمع،و تأثیرها کان أشد علی المرأة و تعلیم البنات بصورة خاصة و هذه النقاط نلخصها فی ما یلی: 3-استبدال نظام القیادة و النظام الإداری السائد قبل الغزو الاستعماری بنظام جدید من وضع الاستعمار فی هذا الإطار عمد المستعمر إلی اتباع سیاسة جدیدة«مبتکرة»منه تهدف إلی تفریق القبائل و الأعراش فی الریف الجزائری و خلط أجزاء من عرش أو قبیلة أو فروع من قبائل أخری ببعضها البعض،فی إطار تطبیق سیاسة اختلال التوازن الاجتماعی.
هذه السیاسة التجهیلیة التی کان یریدها الاستعمار طبقت فعلا و مباشرة الغزو الفرنسی؛ فقد قام الحکام العسکریون الذین تعاقبوا علی قیادة الجیش الاستعماری فی الجزائر بتوقیف جمیع المدارس التی کانت تدرس الثقافة العربیة و الدین الإسلامی فی الجزائر و لم یسمح لها بمزوالة نشاطها و لو جزئیا إلا سنة 7481(أی بعد سقوط آخر جیوب المقاومة بقیادة الأمیر عبد القادر فی تلک الفترة)."