الافتتاحیة: تظهیر الصورة و توضیح الذات و الهویة افتتاحية

"فالصورة لها قدرة أکیدة علی تقنین الفکرة التی تدور فی‌ الذهن،و هی القالب الذی تصب ضمنه فیحفظها من الضیاع من جهة،أو یسهل انتشارها من جهة ثانیة،و تصبح بحد ذاتها منطلقا لعملیات فکریة جدیدة تضیف إلی الصورة فتبلورها،و تعمق خطوطها أو تطمسها و تغیر معالمها. فصورة المرأة فی المجلات النسویة کما صورة المواطن العربی فی وسائل الإعلام الأمیرکیة تکشفان عن جانب انتقائی من الحقیقة من جهة،و لکنهما تعبران أیضا،عن المخزون‌ الانفعالی و ما یتضمن من مشاعر و أحاسیس متناقضة،تصل إلی حد التحضیر لاتخاذ المواقف الحاسمة حیالهما. فانطلاقا من هذه الاعتبارات و من تقویمنا لأهمیة الإعلام فی الحیاة المعاصرة،و قدرته‌ علی تزویر الحقیقة أو التبشیر بها،وجدنا«الفکر العربی»یسعی للإسهام فی تسلیط الضوء علی هذا النوع من الدراسات الاجتماعیة،و نخصصها بملف مستقل یدور حول:الصورة و الهویة فی وسائل الإعلام،و نعرضه إلی جانب أربعة ملفات أخری تتنوع مضامینها ما بین‌ الدراسات النفس اجتماعیة:العنف و الألم،و ما بین الإسهامات المنهجیة فی اللغة و الأدب‌ و الثقافة،و بین دراسة الظواهر الاجتماعیة کالزواج و الأسرة و عمل المرأة و السکن و نمو السکان."