ملخص الجهاز:
"عرضت سلوم لهذا التوجه و غالت فیه دون أن تتکلم عن محدودیة تأثیر هذه النتائج و آنیتها- و هذا ما نبه إلیه الباحثون1و أشاروا إلی عدم الاستطراد بالنتائج-کما أنها لم تتطرق إلی التجارب التی لم تظهر أی تأثیر مباشر بین عروض أفلام العنف و إثارة السلوک العنفی عند الناس.
و لقد حاولت هذه الوسیلة فی بدایات عهدها أن تکون تعلیمیة،تربویة،تثقیفیة و حتی تکاملیة (نوع من تداخل تفاعلی مثلما یحدث عندنا مع بعض البرامج حین یستطیع المشاهد الإتصال المباشر بالذین یشارکون فی البرنامج)إلا أن الجمهور قد أعرض عنها؛فوسیلة الإکتساب «الأبجدی»القائم علی التفاعل و العاطفة و السیطرة الزمنیة لا تجدی نفعا مع مثل هذا النوع من الإتصال؛إذ إن التعلم المجدی الوحید مع هذه الوسیلة هو الذی یتم عن طریق التسلیة التی تدخل فیها المؤثرات الحسیة و الإنطباعیة.
5-الثقافة التلفزیونیة و نشر المعرفة إذن،ثمة فائدة کبیرة من نشر ثقافة إستهلاکیة قوامها الإستعراض و الإثارة؛فالترکیبة التواصلیة للتلفزیون و نمط الإستقبال الأسری لها یحکمان علی المعلومة ألا تصل إلی المشاهد إلا من خلال التصارع؛و هو هنا لیس تصارع أفکار بل تصارع أهواء و تهجمات و مواقف تعسفیة متشددة،أو قل دیماغوجیة مقصودة حتی و لو کان الموضوع المعروض رصینا،غیر أن مضمونه سرعان ما یتحول إلی حرب مواقع کلامیة تعبر عن تحیزات عاطفیة أکثر منها عقلانیة.
هذه الرؤیة تدفعنا إلی الاعتقاد بأن التلفزیون قد تحول إلی أداة لشل الفعل و لیس لدفع الفعل؛ أداة إدمان علی استهلاک البرامج کل البرامج بما فیها المملة؛فیزداد التعلق بمثل هذه البرامج و یرتفع مستوی الطلب؛فالدراسات التجریبیة التی تکلمنا عنها قبل تشیر إلی أنعروض أفلام العنف و الجنس تجعل مطلب المشاهدین ینحصر فی أفلام إضافیة و حالما یحرمون منها تزداد العدوانیة عند مشاهدی أفلام الجنس حیال الفنی الذی حرمهم من هذه الأفلام."