ملخص الجهاز:
"مظاهر التبعیة الاعلامیة فی العالم العربی: هناک محوران أساسیان لهذه القضیة، أولهما یتعلق بالبعد المحلی و یتضمن التبعیة للسلطة السیاسیة من ناحیة ملکیةالصحف و سلطة اصدار التشریعات و القوانین الاعلامیة التی تخضع لها هذه الصحف،و رسم السیاسات الاعلامیة و السیطرة علی مصادر الأنباء المحلیة من خلال ملکیة وکالات الأنباء المحلیة و الاشراف علی إرادتها،و أخیرا السیطرة علی مضامین المواد الاعلامیة التی تنشرها الصحف العربیة.
أما المحور الثانی:و هو البعد الدولی للتبعیة الاعلامیة،فیتعلق بتلک التبعیة التکنولوجیة التی تدین بها أغلبیة الصحف العربیة تجاه المؤسسات الغربیة التی تحتکر موارد الاتصال مثل بنوک المعلومات-المصادر الالکترونیة للمعلومات المتخصصة،وکالات الأنباء و صناعة الورق و اجهزة الطباعة و التصویر، و تتضح لنا خطورة الاحتکار الغربی لتکنولوجیا الاعلام إذا علمنا مدی تأثیر ارتفاع الأسعار العالمیة للموارد الاعلامیة الأساسیة و خصوصا ورق الصحف الذی ارتفع سعره فی الأسواق العالمیة أضعافا مضاعفة،و من ابرز النتائج السلبیة لهذا الوضع هو استغلاله من قبل بعض الحکومات الی تقیید استیراد ورق الصحف و توزیعه طبقا لسیاسة محددة تهدف الی التمییز ضد صحف المعارضة.
و یلاحظ بالنسبة للکتب المترجمة انها لیست أفضل نتیجة لعدم صلاحیة مضمون غالبیة هذه الکتب المترجمة، و خصوصا الکتب الامریکیة التی ترکز فی دراستها علی وسائل اعلامها فقط،و تحاول من خلالها ترویج المناهج الامریکیة فی تدریس الاعلام،و تبدو الصورة مثیرة للأسف حینما یترسخ الاعلام الامیرکی فی اذهان طلاب الاعلام العرب و کأنه النموذج الذی لا یوجد سواه و الجدیر بالدراسة و الاحتذاء به.
فالاعلام العربی الیوم أشبه م یکون فی مرحلة الغیبوبة،ذلک ان قیاسنا لما تتلقاه الشعوب العربیة یومیا من مؤثرات اعلامیة و الردود التی تواجه فیها هذه المؤثرات من وسائل الاعلام المختلفة علی المستوی العربی،یوضح لنا و بشکل کبیر ذلک البون الشاسع و الفرق الهائل بین المتلقی و المرسل."