ملخص الجهاز:
"و بالفعل شهدت مدینة میریلاند الأمریکیة عدة جولات من اللقاءات بین الجانبین السوری و الإسرائیلی،و لکنها اقتصرت من حیث درجة التمثیل علی الخبراء،و کان من المتوقع أن تتقدم هذه المفاوضات لتصبح علی مستوی وزراء الخارجیة و أن تتوصل الی نقاط مشترکة حول القضایا الخلافیة و خاصة الأمن و الإنسحاب الإسرائیلی من الجولان.
فعند ما إقترح الرئیس الأمریکی بیل کلینتون عقد مؤتمر دولی لمکافحة الإرهاب،و ذلک عقب العملیات الإنتحاریة فی إسرائیل،و بعد أن اتصل بالرئیس المصری حسنی مبارک لتبادل الرأی حول هذا المؤتمر،کان رد مبارک أن مصر کانت قد دعت الی مثل هذا المؤتمر منذ سنوات،أی أنها صاحبة المبادرة الحقیقیة لدعوة کهذه،و لکن لأن التطورات الراهنة بالمنطقة تتعلق أیضا بعملیة السلام ذاتها،کان من الضروری أن تعاد بلورة فکرة عقد القمة لتشمل السلام و الإرهاب معا،مع الترکیز أساسا علی موضوع السلام.
و أما الجانب الإسرائیلی فقد طالب بأن یرکز المؤتمر علی قضیة الإرهاب بالدرجة الأساسیة،و أیده فی ذلک الجانب الأمریکی،و کلاهما کان یری أن وقف ما یسمی بالأعمال الإرهابیة(فی إشارة منهما لأعمال المقاومة المسلحة للمنظمات الفلسطینیة)هو الذی یجب أن یحظی بالأولویة،و بعد تحققه یمکن استئناف مسیرة السلام.
و فی هذا الصدد عمد التلیفزیون الإسرائیلی الی تسریب ما أسماه بصیغة البیان الختامی للقمة،و ذلک قبل عقدها بیوم واحد و أشار إلی أن البیان سیتضمن خمس نقاط هی:الإصرار علی عملیة السلام و تحقیق سلام عادل و دائم،و التندید یجمیع أشکال الإرهاب أیا کانت دوافعها أو مرتکبوها،و أن یتعهد المؤتمر بالتصدی بحزم لظاهرة الإرهاب،و وقف عملیاته،و التنسیق بین الحکومات و أجهزة الأمن لهذا الغرض،و السعی الی إبرام اتفاق دولی لإتخاذ تدابیر لمحاکمة مرتکبی الأعمال الإرهابیة."