ملخص الجهاز:
"و إذا أخذنا کوریا الجنوبیة کنموذج لتأثر اقتصاد جنوب شرق آسیا بالأزمة النقدیة)کانت کوریا آخر دول المنطقة تأثرا بالأزمة فقد تعرض قطاعها المالی لاضطرابات و مصاعب عدة تمثلت فی إفلاس العدید من المؤسسات،و تقلص معدل النمو عن العام الحالی-وفقا لما هو متوقع-إلی 6,3%مقابل معدل النمو السابق الذی قدر بـ 6%و یتوقف ارتفاع مستوی النمو الاقتصادی لکوریا الجنوبیة بدرجة کبیرة علی قدرتها علی معالجة تداعیات الأزمة فی قطاعها المالی خاصة المصرفی،و التزامها ببرنامج الإصلاح الاقتصادی الذی حدده لها صندوق النقد الدولی.
و إذا قمنا بإضافة صادرات کل من هونج کونج و کوریا الجنوبیة و تایوان إلی الدول الآسیویة الأربع سالفة الذکر،سنجد انها تمثل حوالی 43%من اجمالی الصادرات الیابانیة و نحو 61%من صادرات الولایات المتحدة و حوالی 4%من الصادرات الأوروبیة و یتوقع أن تؤدی الأزمة النقدیة بجنوب شرق آسیا لإنکماش معدل النمو الاقتصادی للیابان لیسجل حوالی 1% العام الحالی علی أن یعاود الارتفاع مرة أخری لیصل فی العام التالی 9991 لنحو 5,1%من المتصور أن یؤثر تباطؤ النمو الاقتصادی للیابان مقارنة بالولایات المتحدة و الاتحاد الأوروبی، و تدهور اسعار صرف العملات الآسیویة،بالإضافة للأوضاع الاقتصادیة الداخلیة بالسلب علی الاقتصاد الأمریکی الذی یتوقع إنخفاض معدل نموه بحوالی 3,0%لیسجل 5,2%العام الحالی ثم 1,2%عام 9991.
و بالنسبة للصین دولة الجوار الکبری،فبالرغم من صمودها حتی الآن أمام الأزمة النقدیة الآسیویة إلا أنة إنخفاض قیمة عملات دول جنوب شرق آسیا قد أدی لارتفاع نسبی فی قیمة العملة الوطنیة مما أضعف من قدرة الصادرات الصینیة علی المنافسة وزاد من الصعوبات التی تواجهها عملیات التصدیر فی ضوء توجه حوالی 92%من مجمل الصادرات الصینیة عام 7991 لدول جنوب شرق آسیا و الیابان کما ستمتد الأزمة لحجم الاستثمار الاجنبی فی السوق الصینیة حیث تأتی النسبة الکبری من هذه الاستثمارات من مصادر آسیویة(حوالی 08%عام 7991) و إذا نظرنا بصورة أکثر شمولا لتداعیات الأزمة النقدیة الآسیویة علی الانتاج العالمی،سنجد عدم تاثر الأسعار العالمیة بصورة محسوسة بالأزمة بإستثناء الأرز التایلاندی الذی یشغل حصة کبیرة من السوق العالمیة للأرز."