ملخص الجهاز:
"و هناک عامل أکثر أهمیة من ذلک المشار الیه حالا،و هو أن سفراء الیوم لم یعودوا من أولئک الذین یطلق علیهم"ذوو الیاقات المنشاة العائشون فی أبراج عاجیة ممنوع الإقتراب منها"،بل بالعکس أصبح سفیر الیوم-أو یجب أن یکون- سفیرا غیر تقلیدی،مستعدا دائما لمناقشات فکریة و ثقافیة متعمقة مع رجال الفکر و الثقافة فی البلد الأجنبی المعتمد لدیه،و هذا یقتضی-ضمن عملیة القراءة و التثقیف فی مختلف نواحی الفکر و الثقافة و الأدب و الحضارات-قراءة متعمقة بعید عن السطحیة فی تاریخ العلاقات الثنائیة بین البلدین فی کافة نواحیها،و إلا بدا السفیر أو الدبلوماسی عییا أو شبه عیی!!-و فی ذلک ما فیه من معان لا تسر أبدا من انسان مفترض فیه أنه یمثل الوطن و أنه من النخبة أقول من بین البوصلات المهمة للسفیر الذکی البحث عن مفاتیح ذکیة للفهم الأعمق لأسرار العلاقات و تاریخها، لتحقیق المزید من التأصیل الرصین لهذه العلاقات بین البلدین.
و فیما یتعلق بمصر،فإن المؤلف یرصد أن الفترة من 0881 حتی 6091 قد شهدت تلقی وزیر الخارجیة الرومانی سیلا من المتظلمات و الإلتماسات التی أرسلها الرومانیون المقیمون فی القاهرة و فی الاسکندریة ایضا و من المصدرین الرومانیین یطالبونه فیها بضرورة اقامة تمثیل دبلوماسی و قنصلی لرومانیا فی مصر،بما یحقق لهم الدفاع عن مصالحهم،و یضمن للمنتجات الرومانیة نفس الشروط التی تتحقق لمنتجات و سلع البلاد الأخری.
و عند هذه النقطة یذکر المؤلف الرومانی قارئه بأنه فی ذلک الوقت(من بدایة القرن الحالی)کانت مصر لا تزال تابعة لترکیا،و من هنا کان لا بد أن تحصل أولا علی موافقة الدولة التی تستعمرها-و هی ترکیا-قبل أی اعتماد لأی وکالة قنصلیة أجنبیة فی القاهرة.
و لعل هذه هی السمة الأساسیة التی ظلت تصطبغ بها العلاقات الثنائیة المصریة الرومانیة فی کل المجادلات مما یجعلنا دائما نقول-و بحق-أن ثمة جسرا ممتدا من الصداقة و التعاون و التعاطف المتبادل یربط بین مصر قلب العالم العربی و رومانیا سقف البلقان و بوابة أوروبا نحو الشرق."