ملخص الجهاز:
"لکنه عزاه بأن البعثة العسکریة التی أرسلها السلطان لمواجهتهم قد وصلت إلی جدة،و انهمکت فی تحصینها،و ستحاول بعد ذلک الذهاب إلی عدن لمتابعة المهمة نفسها:«ففرح السلطان لهذه الأخبار»!و لا یعرف المؤرخ ابن إیاس من هم هؤلاء المزعجون الذین دخلوا إلی البحر الأحمر لأول مرة بعشرین سفینة،و نهبوا سفن التجار الهنود.
أما مقتل السلطان العثمانی مراد عام 1389 م اغتیالا فیعرف به ابن إیاس و الممالیک بعد خمس سنوات و ینصرف إبن إیاس بالمناسبة لإیراد تقریر عن العثمانیین یجعل منهم قبیلة عربیة حجازیة!العثمانیون الذین کانوا قد أصبحوا القوة الرئیسیة التی تهدد السلطنة المملوکیة فی دار الإسلام هذه هی معلومات السلطات المصریة عنهم!و ابن إیاس نفسه یذکر عام 1384 م خبر سفارة ظنتها السلطات المملوکیة من أصدقائها التقلیدیین من القبیلة المغولیة الذهبیة فی آسیا الوسطی فأقبلت علی اختصاصها بتکریم زائد.
و قد یعود ذلک إلی النفقات الضخمة التی کان التاجر المسلم یتکبدها نتیجة سیاسات السلطات فقد بدأ رجالات الدولة فی العصر المملوکی الثانی یصطنعون لأنفسهم احتکارات سلعیة(السلطان برسباری مثلا)یفرضون علی التجار بعدها شراء السلع بالسعر الذی یریدونه!کما أن التاجر کان یتعرض للمصادرة أو الضرائب الباهظة.
*** حاول ابن إیاس فی تقریره السالف الذکر عن أحداث العام 1507 م المتصلة باندفاعات البرتغالیین و تحدیاتهم فی المحیط الهندی و بحر العرب و الخلیج؛حاول أن یعرف:من أین أتی هؤلاء«الفرنجة»؟و کیف دخلوا إلی تلک السواحل؟فما ذا قال؟قال إن الفرنجة الملاعین دأبوا طوال عشرات من السنین علی الحفر و الضرب فی السد الذی بناه الإسکندر المقدونی لمنع یأجوج و مأجوج من اجتیاح العالم."