ملخص الجهاز:
"هل فی هذه القواعد أو المبادیء شیء جدید؟هل بدت هنا تلفیقانیة أو انتقائیة؟هل هنا خصوصیة أو موازاة مع الفکر الفلسفی السائد فی العالم،فی هذا العالم الذی صار الإنسان فیه-بحکم ثورات الإتصال- یعرف ما یجری فیه کما کان حالنا فی قریة؟هل تلک التکییفانیة متماسکة منطقیا من حیث بناؤها الداخلی،و هل هی متسقة مع الواقع المتحرک و المستقبل المبرمج؟إنها مفتوحة،غیر مقفلة کالنسق المحکم التعمیر و البنیة؛فهی بالأحری توجهات مرنة تطرح البدائل التی تصبو لأن تنظم بعقلانیة الواقع و المستقبل،لأن تخفض التوترات و الإنجراحات بواسطة تصورات أو استراتیجیة للحلول الحضاریة و للإشکالات و الإستلابات،لأن تهدم و تبنی أو تحلل و تنتقد و تقیم،لأن تسیر بتمنهج و تناقح مستمر و ذهابیابیة لا متوقفة بین الفکر و الواقع فی اتجاه و مقصد تضییق الشقوق بین أیدیولوجیتنا و الفلسفة،بین الواقع و العقل،بین القائم فعلا و المایجب،بین الذات الفعلیة و الذات المنشودة...
6-التصنیف المنتهض من النظر إلی الإنسان،أو تبعا للمذهب الإنسانی المطروح: نحن فی عصر الإنسان:فالإنسان،بالمناهج التی قادته إلی الارتفاع عن وضعه و إلی صقل کینونته یواصل باستمرار نقل وجوده من موضوع[غرض]إلی ذات،و من حداثة إلی حداثة؛و یسعی لأن یجعل من تلک الذات محور الفکر(العقل)،و أساس الامتصاص التجاوزی الاستیعابی لما هو غیر عقلانی فیها،دون أن تنقفل الذات علی بعدها التجریبی أو جوانبها المادیة المحسوسة و العیانیة.
لقد قسمنا التراث تبعا لتقسیمنا للجهاز النفسی؛ثم إننا انتهاضا من ذلک التصنیف کنا نحاول التغییر فی المواقع و الدوائر،فی الرؤیة و الدور،فی المناهج و الأغراض(المواضیع)، فی العلائق و المیادین،فی توجه الإنسان و العقل بین الذات و الموضوع، فی التوکید الذاتی و الصحة الانفعالیة للأیسیات و المعرفیات و القیمیات، فی السیر اللا متوقف إلی الرشدانیة أو النضج."