ملخص الجهاز:
"إلا أن هذه المسألة شهدت صراعا مریرا بین ابنائه(جعفر الصادق)لترسو علی موسی و من ثم تنتقل إلی محمد بن عبد الله الذی أدار الإمامة من خلال الستر حتی لقب بالمکتوم و هو بذلک أول من أوجد دور الستر عند الإسماعیلیة الذی ینتهی بقیام الدولة الفاطمیة.
و ذلک فی حد ذاته یعد خروجا علی الدولة الجدیدأ و بعد ما أیقن المهدی خطورة السنیین تجاهه و تجاه دولته،تشدد فی مسألة الولایة فبدأ رجال السنة یستشعرون الخطر فی قرب دولة المشارقة و کان أولهم جبلة بن حمود.
و الواقع أن التلطف نحو أهل السنة بالقیروان لم یکن للمتصور فیه خیار،فقد کان مدفوعا إلیه دفعا إذ شرع أبو یزید منذ أواخر شهر ذی القعدة سنة(334 هـ/948 م)فی الهجوم علی القیروان لاستخلاصها من ید المنصور بعد قرابة شهرین من نزوله بها.
و نتیجة هذه المعاملة رأی المعز استحالة بقائه بالمغرب-لعظم المعارضة السنیة التی و صمها بالهمجیة و الجهل،فتوصل إلی نجاح أهل السنة فی قلقلة الحکم الفاطمی فی المغرب و إحراجه ثم إخراجه فی النهایة خلال جیلین من الزمان.
2-الأسباب السیاسیة فقد تمثلت بالعداء التقلیدی بین الأمویة و الهاشمیة الذی حصل علیه منازع الملک التی هی مقتضی العصبیة،و من ناحیة ثانیة انتهاک الفاطمیین لمناطق النفوذ الأمویة فی المغربین الأوسط و الأقصی،الذی تجلی بتصریح المهدی الذی طلب من أمراء المغرب الدخول فی طاعته و الاعتراف بإمامته و دولته إلا أن معظم حملاته فشلت نتیجة دعم الأمویین لهؤلاء الأمراء.
ثالثا:إن اتهام المؤلف السنین بأنهم وراء فشل معرکة أبی یزید فی اقتحام المهدیة،إلی أنهم اکتشفوا مخططه القاضی بإحکام قبضته علی أئمتهم و قادتهم بعد القضاء علی المهدی،فیه شیء من المبالغة و التطرف فی الشک من جانب المالکیة تجاه المسلمین خاصة أن المالکیین کانوا قد تعرضوا للتنکیل من الخلیفة المهدی(حسب قول المؤلف)قبل معرکته مع أبی یزید."