ملخص الجهاز:
"المسرحیة بین المؤلف و المخرج بقلم الدکتور/أحمد سمیر بیبرس -1- مدخل طرحت مجلة فصول1عددا من الأسئلة علی عدد من کتاب المسرح،و فی مقدمتهم(توفیق الحکیم)2و لقد استوقفنی من هذه الأسئلة ما هو خاص بالعلاقة الوثیقة بین ما یکتب،و بین المسرح کوسیلة من وسائل النضج و الکمال لما کتب، و بخاصة هذا السؤال المتعلق بإمکان الکتفاء الکاتب بقراءة مسرحیته،بعیدا عن العرض بوسائله التعبیریة،و التشکیلیة،و المعماریة.
واضح مما قدمناه مدی الصلة القویة بین النص الأدبی و الإخراج المسرحی،و بهذا قال العدید من نقادنا فی البیئة العربیة: ف(الدکتور عبد القادر القط)یؤکد علی تلک الصلة فی کثیر من کتاباته التی ینشرها،و أحادیثه التی یذیعها،و ندواته التی یعقدها،أو یشارک فیها،و هو لا یدع مجالا للشک فی أن هذه الصلة قویة بقوله:«ینظر کثیر من الناس إلی المسرحیة علی أنها عمل أدبی مستقل یمکن أن یقرأ دون ارتباط بالمسرح،کما تقرأ الروایة، أو یقرأ دیوان من الشعر.
و من هنا فلیس بدعا-إذن-أن اتجا(الدکتور محمد یوسف نجم)فی الدراسة المتأنیة الأولی و الرائدة فی مجال دراسة المسرحیة العربیة إلی المسرح من حیث هو البیئة الطبیعیة للنص المسرحی،و یعبر عن ذلک بقوله فی هذه الدراسة:«و عندما تقدمت إلی دراسة أدبنا المسرحی وجدت لزاما علی أن أربطه ببیئته الطبیعیة و هی المسرح،فالمسرحیة تتمیز عن سائر فنون الأدب الأخری بأنها تکتب لتمثل علی المسرح.
فهذا الدور فی الطبعة الأولی لم یزد عن بضعة سطور،و کان هو الدور النسائی الوحید فی العمل کله،مما جعل النص المسرحی شبه خال من أدوار الإناث،أما فی الطبعة الثانیة فقد أصبح لهذا الدور وجود واضح،و بطولة قائمة،لاحداث نوع من التوازن بین الأدوار المذکرة و المؤنثة علی منصة المسرح،إذا ما أراد لها صاحبها مثل هذا الحضور،علی خشبة المسرح القومی،بعد أن نجح إخراج نص الطبعة الأولی أکثر من مرة بوساطة الفرق الجامعیة فی مصر و العالم العربی."