أمنیة - مجلة الرسالة الأدب والفن

"هذا یوم عید -لولا هذا الیوم و ما میزه بین الأیام،ما کانت تلک القوافل‌ العدیدة،قوافل الحجاج التی نراها منذ قرون و قرون ذاهبة آئبة -لقد شهدت القوافل ذاهبة آئبة منذ أن خرجت علی‌ الصحراء رملا،و تعرفت قوافل العرب الرحل و قوافل الغزاة و المحاربین و الشعراء و العاشقین. فصارت القوافل قوافل‌ الذکری و العبادة و السلام،تقبل علینا فی عجاجة و ردیة من قصی‌ الابعاد حیث یخیل أن الآفاق تتحرک،و تغادرنا فی عجاجة و ردیة لتتواری وراء الآفاق التی تحنو علی ودیعتها الفریدة الغالیة -أعرف تلک الودیعة،فقد ساقتنی إلیها الریح مرة! و ها الناس علی توالی القرون، و قد هاموا بجاذبیته النوارنیة،یهجرون دیارهم و خیراتهم‌ و یقتحمون المفاوز و الأخطار لیحجوا إلی البقعة الصغیرة العظیمة التی تجمع عندها معنی الدیار و الأوطان،و ترکزت فیها ثقة الیقین‌ و انبعث منها نور الایمان! -نحن الرمال لم یکن وجودنا عبثا کما زعمنا فی أجلنا المدید الألیم!نحن الجامدات،کنا مبعث الحرکة و الحیاة!نحن‌ القاحلات،کنا و مازلنا سبیل الهجرة الخصیبة أشرقت الشمس-شمس الیوم الأول من العام الهجری."