ملخص الجهاز:
"أولها الدفاع عن العلماء حتی منتصف القرن الثامن عشر،و القول بانهم کانوا حریصین أشد الحرص علی عدم تسخیر أیة فکرة علمیة لصالح الحرب،أما النقطة الثانیة فهی القول بازدهار العلم و الصناعة و التکنیة فی فترات السلام و هی فکرة یتشبث بها المؤلف و یؤیدها منتقلا الی النقطة الثالثة و هی القول بأن أکثر المخترعات التی استخدمت فیما بعد لأغراض الحرب کانت تهدف أساسا لغایت انسانیة بعیدة عن الحرب.
فحقا ترتب علی تغیر الأسلحة فی القرن السادس عشر و القرن السابع عشر،ترکز بعض صناعات مختلفة،و ظهور منشآت صناعیة کبیرة-و ان لم تعتمد هذه المنشآت فی ادارتها علی البخار ذی القوة الهیدورکهربائیة،بل اعتمدت علی جر الخیول أو اندفاع الماء-الا أنه لا یصح مقارنة مثل هذه الصناعات الحربیة المرکزة بالصناعات الأخری التی ظهرت فی مجالات بعیدة عن الحرب کاستخراج المعادن أو صناعة الأقمشة أو السکر..
فقط رأوا العامل الجدید الذی یفخر بحضارته و منتجاته الصناعیة التی یزعم أنه أبدعها، و ان کان لا یعرف أی شیء عن أسرارها-مثل أقرانه من أصحاب الحرف القدامی-یکد و یکدح لیلا و نهارا و لا یصادف فی النهایة سوی أجر ضئیل لا یکاد یکفی نفقاته،و لهذا یبعثره علی ملذات تافهة،أو مضرة لروحه و جسده،کما رأوا ازدیادا فی عدد السکان،فی المدن بوجه خاص،قد دفع بعضهم الی المجاهرة برأی جدید لم یعرف فی القرون الغابرة و هو القول بأن الحرب لیست شرا کما زعم الناس فیما مضی،بل لعل فیها الدواء لکل شرور البشر و مشکلاتهم."