ملخص الجهاز:
"و من الواضح للقاریء أن النظریة الکلاسیکیة فی الطبیعة عند مفکری الاسلام قد استمدت من عالم بطلیموس المعتمد علی الافلاک المتداخلة المرکز،و عیل العناصر الاربعة الارسطیة یضاف الی هذا نظریة الفیض الافلاطونیة التی تقول بفیض العقول و النفوس،و لکن هذه العناصر الهلینیة قد تمثلتها الروح الاسلامیة و وحدت بینها و بین فکرتها فی واجب الوجود الذی هو علة وجودها و نظامها و الذی یعنی بکل ما فی الکون صغیرة و کبیرة من السماء التاسعة الی أسفل المعادن الارضیة و لقد بقیت هذه النظریة مستمرة دائما فی فکر المسلمین منذ عصرهم الذهبی الی الوقت الذی بدأت غزوات المغول تهددهم فی القرن السابع الهجری.
الموجودات الطبیعیة فیه عند ابن سینا الطب و النجوم و الفراسة فی تفسیر الرؤیا و الطلسیمات و النیرنجیات و الکیمیاء، أما الفلک و الجغرافیة و الحیل و البصریات و هی من العلوم التی تلحق عادة بالعلوم الطبیعیة فانما کانت تلحق عند ابن سینا و عند غیره من علماء العرب فی العصور الوسطی بالعلوم الریاضیة و یظهر تأثر ابن سینا بالفلسفة المشائیة فی حدیث عن مبادیء علم الطبیعة مثل فکرة الطبیعة کمبدأ لحرکة الموجودات الطبیعیة و تصورات الصورة و المادة و العلل الأربع و الزمان و المکان و انواع الحرکة،و لکن تفسیر هذه المبادیء لا یدخل ضمن الحکمة الطبیعیة لأنه یری ان اثبات وجود قوة مثل الطبیعة انما یدخل فی علم ما بعد الطبیعة اذ لا یمکن اثبات مبادیء علم بنفس هذا العلم،و الغایة النهائیة لکل بحث طبیعی انما هی من أجل الوصول الی علة الوجود ذلک لأن قدرة الله انما تتجلی فی الطبیعة و تظهر فی عشق الکائنات الساری فی الوجود و اتجاهها الی الله مبدأها و منتهاها."