ملخص الجهاز:
"و ثالث هذه التیارات،هو الذی عملت علی نشره البعثات التبشیریة التی جاءت الی العراق منذ القرن السابع عشر،و حظ الثقافة الاجنبیة من هذا التیار أکبر،لما کانت تبذله هذه البعثات من محاولات لنشر اللغات الاجنبیة المختلفة و کان من المتوقع أن یحمل هذا التیار الی الادب العراقی فن القصة فی بدایته الاولی،الا أن هذا النشاط قد انحصر نتیجة لعملیات الاضطهاد التی جوبه بها من قبل السکان و الدولة فی النواحی الدینیة المحضة،و لکن هذا لم یمنع أن یصرف بعض رجال البعثات جهودهم الی الناحیة الادبیة، فزعت فی أواخر القرن التاسع عشر محاولة لتمثیل مسرحیة،ترجمها عن الفرنسیة«نعوم فتح الله سحار» (9581 سنة 0091)دون اشارة الی مؤلفها،و نشرتها مطبعة الدومینکان فی الموصل عام 1981،بعنوان «روایة لطیف و خوشابا»و تقع فی ثلاث و ثمانین صفحة و المسرحیة ذات فصل واحد مجزء الی مناظر قصیرة بلغت«42»منظرا،و تعنی بمشکلة التمییز الاجتماعی أو الطبقی غیر العادل،و،تعرض للعلاقة بین الفلاحین و السادة-و هذه المحاولة رغم انها لیست عملا قصصیا فانه لا یمکن اغفالها لما تسجله من سابقة فی فتح المجال لممارسة فن جدید.
و رغم الصلات الوثیقة بین العراق و ترکیا،لم یجد البحث أی أثر للقصة الترکیة فی القصة العراقیة خلال الفترة الاولی من العشرینات و خیر دلیل علی هذا الکاتب محمود أحمد السید الذی کان یجید الترکیة و الذی کان من أخلص کتاب القصة فی فترة من فترات حیاته،أنقطع عن الکتابة فیها مد أن دفعته غثائة القصص التی کان یقرؤها الی رد فعل عنیف ضد القصة،و لم یتعرف علی القصة الترکیة الا فی أواخر العشرینات فحاول ترجمتها،کما أن الصحافة التی جرفتها السیاسة و الاهواء لم تعط القصة القدر الکافی من العنایة فکانت من اسباب تخلف هذا الفن بالاضافة الی أن واقع التطور الاجتماعی الذی رسمه الاستعمار البریطانی بتمکین الاقطاع و ایجاد کیان خاص للعشائر، عاد بالبلاد الی ما کانت علیه اوروبا فی قرونها الوسطی."