ملخص الجهاز:
"بل کل ما نریده أن نذکر لمحة من أساس هذه الآداب عند الأمم المختلفة،خصوصا التی تربطنا بها رابطة،و نحلل فلسفتها فی ضوء الاختبار الشخصی،و الأسفار الکثیرة التی أتیح لنا القیام بها،مستعینین بآراء طائفة من الکتاب،و علی الأخص السیدة الکاتبة ماری بوردن و هی سیدة أمیرکیة فاضلة اقترنت بانجلیزی منذ عدة سنوات و لا بست العشیرة الانجلیزة الراقیة الآداب العامة و المعدنیة الحاضرة ما هی الآداب الحسنة؟هل هی تکون الرجال أم تقلل من صفة الرجولة فیهم،کالماس؟ أن هناک اتصالا بین الآداب و الملابس.
بعکس المجاملة المحبوکة المسهب فیها،فانها تنبیء عن التصنع و التکلف،و تشعر الطرف الثانی بانه عبء ثقیل علی الطرف الاول،یکلفه نفقات باهظة أرید أن أصارح القاریء أن الآداب الشرقیة المبالغ فیها،تخفی تحت ثوبها الشفاف،الریاء و حب الظهور و الزهو و الادعاء بما لیس فینا الشرق و الآداب العامة و الغریب ان هذه الصفات عینها نراها فی الطبقات السفلی(و الوسطی أحیانا)بطریقة مجسمة،فقد تبلغ مظاهر التکریم و التبجیل ان تنفض مقاعد غرفة الاستقبال فی وجهک،و یزال نسیج العنکبوت أمامک،و ترغم علی الاکل فوق طاقتک و هذا یذکرنی بسائح أجنبی،أراد أن یزور فلاحا مصریا فی منزله،و استصحبه مصری من أصدقاء ذلک الفلاح.
غیر أنه ینبغی ألا ننسی أن الامیرکیین خصوصا الرجال منهم یکرهون الرسمیات و کثرة القواعد و القوانین و العادات التی تضبط هذه الآداب ؟؟؟عامة هذا ما أردت أن أضعه أمام القاریء.
وقد منحت الطبیعة الانجلیز الصفة الاخیرة، و الامیرکیین الصفتین الاولیین،أما الفرنسیون فقد حظوا بالثلاث جمیعها و لیس المهم تفضیل آداب أمة علی آداب غیرها،و لکن المهم أن نتفهم هذه الآداب اذا شئنا الاختلاط بأهلها،و الا حدث بیننا و بینهم ما یوجب التنافر و التباغض و سوء التفاهم أمیر بقطر"