ملخص الجهاز:
"و اخیرا،یصل الکتاب الی نهایته فی الفصل الخامس بعنوان «الجماعة الأوروبیة:الماضی،و الحاضر،و المستقبل»،حیث یرصد المؤلف«سبعة دروس»من تلک التجربة،یمکن ان تکون مفیدة للتجارب الاقلیمیة التکاملیة بشکل عام،و هی:ما اثبتته التجربة الأوروبیة من امکانیة تحویل مجتمع من الدول المتصارعة فیما بینها،الی مجتمع من الدول المتعاونة التی یستحیل تقریبا تصور لجوئها للصراع المسلح مرة اخری،لحل خلافاتها-النجاخ فی اقامة مؤسسات مرکزیة تدیر و تؤثر فی عدد هائل من الموضوعات الهامة،و التی اعتبرت تاریخیا جزءا من السیادة القومیة للدول- ثبوت قدرة الجماعة الأوروبیة علی النمو و التوسع نتیجة اتباعها لاسالیب علمیة و منطقیة منظمة-نجاح الجماعة فی الحفاظ علی درجة عالیة من الولاء لفکرة الوحدة الاوربیة و للجماعة نفسها،و هو الأمر الذی أکدته قیاسات الرأی العام-نجاح الجماعة فی تکوین نخبة اوروبیة تدیر الشئون الأوروبیة بواسطة مجموعة من التکنوقراط الذین یخضعون فی نفس الوقت للارادة الشعبیة الأوروبیة-و مع ذلک،فان الانجازات الاقتصادیة الکبری للجماعة لا تنفی حقیقة انها قد خسرت السباق التکنولوجی مع الیابان و الولایات المتحدة، الأمر الذی فرض علیها العمل الحثیث لتعویض هذا النقص- و اخیرا،فان اضعف حلقات التکامل الأوروبی ظلت دائما فی المجالین:السیاسی و العسکری،و لکن التقدم فیهما یظل مرهونا بعوامل خارجیة،اکثر منه بعوامل تنبع من داخل الجماعة نفسها.
و نظرا لأن موضوع التکنولوجیا متشعب الابعاد و یقع ضمن اهتمام دوائر عدیدة للبحث فی علوم مختلفة،کما أنه حتی فی دائرة البحث الاقتصادی و السیاسی-محل اهتمام الباحث-له عدید من الزوایا التی یمکن التطرق منها لمعالجته،فقد اختار الباحث الترکیز علی نقطة واحدة و هی العلاقة بین الاستقطاب الدولی الغربی و تطور التکنولوجیا الصناعیة فی العالم الثالث من عام 0791-0891، و هو ان کان قد حاول فی هذا الترکیز تناول قضیة العلاقات التکنولوجیة الدولیة فی اطارها الواقعی المجسد،الا أنه قد عزف عن تناول عدد من القضایا؟؟الهامة المرتبطة مثل مسألة«نزیف العقول»و المساعدات التکنولوجیة من الدول المتقدمة و المنظمات الدولیة الی العالم الثالث،و التعاون التکنولوجی بین دول العالم الثالث و بعضها."