ملخص الجهاز:
"مضی ذلک انتهاء عهد الأستقطاب أی أنه اذا کانت الکتلتان الشرقیة و الغربیة قد توصلتا الی اتفاق ینهی صراعهما بالحوار و تطبیق مبدأ توازن المصالح،فانة من غیر المعقول أن تستمر الخلافات و الصراعات بین الدول العربیة و بخاصة بین دولتین لهما مکانتهما فی هیکل النظام العربی الأقلیمی أما علی المستوی الأقلیمی فهناک عدة اعتبارات تتمثل فی 1-لقد حدثت تغیرات هامة فی العامین الأخیرین،کانت البدایة قمة الوفاق و الاتفاق فی عمان عام 7891 اعقبها وقف اطلاق النار بین العراق و ایران فی اغسطس عام 8891،ثم قمة الدار البیضاء التی استعادت فیها مصر موقعها فی النظام العربی،حیث کانت هذه القمة الأخیرة التی وضعت الأساس للحل العربی لمشکلة لبنان و ازاء هذه المستجدات و المتغیرات،فقد کان لسوریا مواقف ایجابیة،فلم تعارض من حیث المبدأ قیام الدولة الفلسطینیة رغم خلافها مع منظمة التحریر الفلسطینیة، و ان کانت لم تعلن الأعتراف بها حتی الآن،کذلک فتحت الباب أمام اللجنة الثلاثیة العلیا لکی تقوم بدورها فی السعی لحل الأزمة اللبنانیة الذی انتهی بأتفاق الطائف.
و لعل هذا ما یفسر الموقف الاسرائیلی الواضح من جراء عودة العلاقات المصریة السوریة و قلقها و ما أثار قلق اسرائیل یمکن تلخیصه فی أمرین: الأمر الأول:أن تنضم سوریا علی طریقتها الی مفاوضات السلام و فی هذه الحالة ستضع اسرائیل فی موقف حرج،لأن مطالبتها هی أیضا لن تقتصر علی استعادة الجولان المحتلة بل ستمتد الی ضرورة تحجیم اسرائیل ضمن نطاق الحدود المقررة لها بموجب قرار تقسیم فلسطین الصادر عام 7491،و هو المطلب المصری نفسه،و أیضا المطالب العربی مع فارق مهم، و هو أن اتفاق مصر و سوریا و کذلک الأردن علی هذا المطلب سیعید اسرائیل الی داخل الطوق الذی کانت دائما تنفاداه.."