ملخص الجهاز:
"و قد حددت العروة الوثقی أهدافها فی الموضوعات التی تناولتها،و کانت موضوعات الساعة کما نقول بلغة الصحافة،و هذه الموضوعات هی: الجامعة الاسلامیة الرابطة الشرقیة المسألة المصریة المسألة السودانیة و کان محمد عبده یعبر عن أفکار استاذه الافغانی فی هذه الموضوعات الاساسیة التی صدرت المجلة من أجلها.
و بعد مرور مائة عام من اثارة هذه الموضوعات لم یبق منها فی حیز الوجود أو الفکر غیر موضوع فی الجامعة الاسلامیة،فقد کانت مقالات الرابطة الشرقیة تهاجم الاستعمار البریطانی فی الهند و تفضح أسالیب المستعمرین الانجلیز فی شبه القارة الهندیة،و قد ترجمت بعض الصحف الانجلیزیة هذه المقالات بسبب أهمیتها،وردت علیها: و کان محمد عبده یکتب هذه المقالات-و هی من أفکار الأفغانی کما ذکرت لک-بأسلوب منطقی هادیء،و قد وضح ذلک فی بیان منهج الجریدة قائلا: -ان هذه الجریدة لم تنشأ لاثارة الخواطر، و لا لایقاد الفتن،و انما أنشئت للمدافعة عن حقوق الشرقیین عموما و المسلمین خصوصا، و تنبیه أفکار بعض الغافلین منهم لما فیه خیر لهم.
و حدد(محمد عبده)سیاسة العروة الوثقی فی موضوع المسألة المصریة،و هی سیاسة الدفاع عن مصر ضد الاستعمار البریطانی،و لذلک ربط بین مصر و العالم الاسلامی،و کتب فی ذلک یقول: -ان الحالة السیئة التی أصبحت فیها الدیار المصریة لم یسهل احتمالها علی نفوس المسلمین عموما.
و عندما اختلط الأمر،و أشیع أن الأفغانی یرید ان یکون للمسلمین دولة واحدة،روی عنه محمد عبده فی العدد التاسع من العروة الوثقی رأیه فی الجامعة الاسلامیة،و هو: -لا ألتمس بقولی هذا أن یکون مالک الأمر فی الجمیع شخصا واحدا فان هذا ربما کان عسیرا، و لکننی أرحر أن یکون سلطان جمیعهم القرآن، و وجهة وحدتهم الدین،و کل ذی ملک علی ملکه یسعی؟؟؟لحفظ الآخر ما استطاع،فان حیاته بحیاته،و بقاءه ببقائه،الا أن هذا بعد کونه أساسا لدینهم،تقضی به الضرورة و تحکم به الحاجة فی هذه الأوقات."