ملخص الجهاز:
"غیر انها تشکل الملامح الاولی لادب البحر عند العرب،تلک الملامح التی احدث فی التعمق مع التقدم العربی فی البحار و المحیطات،فتقدمت تلک الصور البحریه الواقعیه من الشعر الجاهلی الی قصص التجار العرب مع نمو حرکه التجاره بعد ظهور الاسلام،و کما أدب البحر شکلا و مضمونا،کما و کیفا من الملامح الاولی الواردة فی الشعر الجاهلی الی الروایة العربیة الحدیثة ان من شکله الأول البسیط الی أشکاله الاخیرة المرکبة من فیض الروائی مرورا بقصص التجار العرب و من الحکایة الشعبیة و الأساطیر البحریة،فأدب المشاهدات البحریه،و أدب الرحلات و تستطیع ان نلمح فی الشعر الجاهلی البذور الاولی لبعض هذه الأشکال الأدبیة و الفنیة و العلمیة من ادب البحر عند العرب.
و یمضی بنا المؤلف فی هذه الرحلة مع هذه الأشکال المختلفة لأدب البحر عند العرب فینناول قصص التجار العرب الذین جابوا البحار و المحیطات منذ العصر الجاهلی و حتی القرون الوسطی طلبا للتجارة و الرحلة و العلم من اثر هذه القصص «مخطوط التاجر سلیمان»و یصفها الدکتور حسین فوزی بأنها مذکرات فی حین وصفها «کرانشکوفسکی»بالقصص،و بعدها الأستاذ أحمد عطیة مذکرات کتبت بصیاغة قصصیة لهذا جاءت أقرب الی القصص بمفهومها العربی القدیم و هی قصص تغلب علیها الواقعیة التسجیلیة و تعنی بالتصویر القصصی للبحر و الانسان و الحیوان و الظواهر البحریة و تمزج أیضا الواقع بالاسطورة بالخیال فهی اذن قصص ابداعیة أدبیة و فنیة بکل ما یمثله الابداع الادبی من واقعیة و خیال و تحوی الکثیر من المعلومات البحریة.
و لا شک ان حکایات السندباد و رحلاته هی أعظم القصص فی أدب البحر عند العرب و اکثرها تعبیرا عن عالم البحر اذ کما یقول الدکتور حسین أنها القصة البحریة الکبری فی الأدب العربی و هی فوق هذا واحدة من أهم قصص البحار فی آداب العالم و انها قصة جغرافیة تلخص المعارف البحریة عند العرب فی العصور الوسطی لأن البحر فی قصة السندباد هو الغایة التی تنتهی الیها القصة."