ملخص الجهاز:
"أهم موضوعات السورة: سمیت هذه السورة بسورة الحج لأنه من أهم موضوعاتها،حیث افتتحت بالأمر بالتقوی و وصف یوم القیامة ثم ذکرت أدلة علی البعث،ثم دخلت فی تفصیل بعض أعمال الحج،و کثیر منها فیه تذکیر بالبعث و حشر الاس یوم القیامة،فلبس الإحرام فیه تجرد من الدنیا و تذکیر بالموت،حیث إن المیت یخرج من الدنیا بمثل هذا اللباس و کذا ازدحام الناس فی مشاعر الحج لا فرق بینهم یذکر بالحشر،ثم جاء بعد ذلک الإذن بالقتال فی قوله: أذن للذین یقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله علی نصرهم لقدیر [الحج:39]،و قد کان القتال قبل نزول هذه الآیة محظورا بمکة؛لأن المسلمین کانوا قلة،فلو أمروا بالقتال فی ذلک الوقت لقضی علی الدعوة فی مهدها،فکان الرسول و أصحابه مأمورین بالصبر علی أذی المشرکین،حتی أذن الله له بالهجرة إلی المدینة و اجتمع حوله الناس، و صار للمسلمین قوة،حینئذ أذن الله لهم بالقتال کما فی الآیة السابقة،ثم بعد ذلک ذکرت السورة تکذیب الأمم لرسلهم،و ما حل بهم من الهلاک تسلیة للرسول صلی الله علیه و سلم،و عبرة لقومه،و لمن یأتی بعدهم،ثم تحدثت السورة عن نسخ ما یلقی الشیطان من الشبهات فی تلاوة الرسول صلی الله علیه و سلم و دعوته،و ما ینزله الله تعالی من الآیات المحکمات التی تبطل تلک الشبه،فیزداد المؤمنون إیمانا،و أما الکفار فلا یزالون فی شک من القرآن حتی تأتیهم الساعة بغتة،أو یأتیهم عذاب یوم عقیم،فیرون الحقیقة عیانا فیندمون،و لا ینفعهم الندم حینئذ،ثم ذکرت السورة ثواب المهاجرین و المعاقبة بالمثل،و أدلة علی استحقاق الله للعبادة،و عقاب من یعبد غیره،و ضعف الآلهة المعبودة من دونه،و ختمت السورة بثواب المؤمنین، و رفع الحرج عنهم،و هکذا بدأت السورة بالأمر بالتقوی و ختمت ببیان بعض التکالیف التی تأمر بها التقوی،و تخلل ذلک بعض أعمال الحج،و أدلة علی البعث و التخویف و الرجاء،لحث الناس علی الأعمال الصالحة و تحذیرهم من المعاصی."