البرید الأدبی - مجلة الرسالة المتفرقات

"و لعل الکسائی یرید بکثرة الاستعمال الوارد فی تعلیله‌ -أن کلمة أشیاء وردت قراءتها هکذا عن الرسول بغیر تنویین‌ مجرورة بالفتحة،و أنه لیس بد من استعالها هکذا فی هذه الحالة؛ إذ کل النحاة مجمعون علی أنها غیر مصروفة و إنما اختلفوا فی التعلیل‌ و عدم اهتدائهم إلی تعلیل صحیح لا ینفی أن منع الصرف موجود. علی أنه لو کانت أشیاء مصروفة کما یری الأستاذ لضبطت الهمزة الأخیرة-علی الأقل-بالجر من غیر تنویین هکذا: «لا تسئلوا عن أشیاء إن تبدلکم تسؤکم» و کان هذا کافیا فی‌ التناسب،و الانسجام مع محیطها فی الآیة الکریمة. الزیتون عدنان لا تسألوا عن أشیاء: فی العدد السابق من مجلة الرسالة الغراء کتب الأستاذ محمود البشبیشی کلمة عن«أشیاء»و أشار إلی اضطراب آراء النحاة فی‌ أسباب منعها من الصرف،وانتهی إلی أنها وردت ممنوعة من‌ الصرف فی قوله تعالی: «لا تسألوا عن أشیاء إن تبدلکم تسؤکم» بآیة 101 من سورة المائدة حتی لا تقع«إن»بعد الهمزة المکسورة المنونة فتتوالی«إن»مرتین،و الأستاذ لا یرضی ذلک بحجة أن‌ القرآن و هو المثل الأعلی للبیان الرفیع لا یجیز هذا التعبیر."