ملخص الجهاز:
"*** إن من أهم الظواهر التی وضحت حدیثا فی مجال التقدم العلمی الدولی ازدیاد التعاون بین مجموعات من الدول فی شئون البحوث العلمیة؛إذ أن کل دولة بذاتها أصبحت تری أن من الخیر لها أن یتصل علماؤها بعلماء الدول الأخری للمناقشة و المدارسة و المشارکة فی البحوث و الأعمال تحقیقا للفائدة المشترکة،و قد عقدت لذلک اتفاقیات علمیة و معاهدات خاصة؛کما أن المنظمات الإقلیمیة مثل منظمة کولومبو أو منظمة حلف الأطلنطی، و منظمة الدول الأمریکیة و حلف وارسو و اتحاد الصلب و الفحم الأوروبی و المجلس الأوروبی و حلف بغداد و غیرها من التکتلات الدولیة الحدیثة-تعنی عنایة خاصة بالتعاون العلمی بین دولها بجانب التعاون السیاسی و العسکری و الاقتصادی و الثقافی،و قد نشط هذا التعاون بخاصة فی مجال الطاقة الذریة،کما أن هیئة الأمم المتحدة و وکالاتها المتخصصة تقوم بنصیب کبیر فی هذا الشأن و لا سیما عن طریق برنامج المعونة الفنیة.
و علینا أن نلاحظ أن الکثیر من هذه التوصیات وضع فعلا موضع التنفیذ،و أن ثمة جهودا مشکورة تبذلها الجامعات المصریة و معاهد البحوث المختلفة و لجنة الطاقة الذریة و المجلس الأعلی للعلوم و الجمعیات العلمیة المنضمة إلی الاتحاد العلمی المصری،و لکننا نذکر فی الوقت نفسه أن هذه الجهود تعتبر متابعة للخطط و المشروعات القدیمة، و أنها علی العموم تقصر من حیث الأسلوب و القوة عن مسایرة الثورة العلمیة العالمیة الحادثة الآن فی العالم؛و یکفی دلالة علی ذلک أن نذکر أن الإنفاق علی البحث العلمی فی الدول الکبری یربو علی 1% من دخلها الکلی،و لو أخذنا الأمر علی هذا القیاس لوجب أن یکون إنفاقنا 9 ملایین جنیه کل سنة،لا ملیونا واحدا أو ملیونا و نصف ملیون کما هو جار الآن."