ملخص الجهاز:
"ففی قوله (المصباح فی زجاجة،الزجاجة کأنها کوکب دری) اشارة الی الضوء و قوله (یکاد زیتها یضیء و لو تمسسه نار) اشارة الی الحرارة الذاتیة بغیر اشتعال، ثم مثل السیال الکهربائی الذی تنبعث عنه الحرارة و الضوء بالزیتونة التی هی لا شرقیة و لا غربیة،و هذا فارق التشبیه أی أن المشبه یفترق عن المشبه به بأن السیال الکهربائی لا من عالم الاشراق الروحی و لا من عالم الاحتراق الأرضی،و اختار الزیتونة فی التشبیه لأن الناس کثیرا ما کانوا یستصحبون بزیتها قبل أن یکتشف زیت البترول و غاز الفحم و تبار الکهرباء،و لکی یلحظ قاریء القرآن الفرق الهائل بین المشبه و المشبه به جعل المشبه أدق و أعمق من کل ما تری أبصارنا علی سطح الأرض و کأن المشبه به الزیتونة لما فیها من النور و النار الذاتیین، و لا غرابة فی تمثیل السیال المتفرعة عنه جمیع القوی الکهربائیة بشجرة اذ الواقع أن سائر أفرع الطاقة من ضوء و حرارة و حرکة و تموج للصوت و السرعة.."