ملخص الجهاز:
"و إذا ما رغبت الآن باستخلاص نتائج تخص المستقبل،فإن علی أن أستقصی فیما لو أن طبیعة اتجاهات التطور الرأسمالیة هی من ذلک النوع،أی هل ستصبح حرکة رأس المال من میدان إلی آخر أسهل أم أصعب؟إذا کان هذا النشاط سیصبح أصعب،و حدث الالتزام الصارم لرأس المال العامل بمیدان بعینه،فإنه لا یمکن طبعا أن یتطور أی معدل متوسط للربح.
و السؤال یتعلق الآن بمسألة فیما إذا کانت هناک فرضیات «علم-مستقبلة»(و هل ممکن لمثل هذه الفرضیات أن توجد)ممکن تطبیقها بالطریقة نفسها فی مجال علم الاقتصاد و علم الفلک و یمکن أن یتطور منها علم مستقل؟فی رأیی أن هذا السؤال هو مقدمة منطقیة طرائقیة للوصول إلی علم المستقبل کعلم.
علی أیة حقائق من حقائق الوجود-و التی هی فی علم الفلک نفسها فی تاریخ الأدب-یمکن أن یعتمد علم المستقبل؟فی الوقت الحاضر لا یمکننا أن نکتشف مبدأ عاما لوجود المستقبل؛و لکن مجرد-و هذا یعیدنا إلی التاریخ-أن المستقبل سوف یکون-و هذا أقصی ما یمکن للانسان أن یتنبأبه-أمرا لا یمکن العودة به إلی الوراء و ذلک فی کون میدان و کما کان الأمر فی الماضی تماما.
لا یمکن أن نعبر عن هذا الامر بطریقة أخری:فانطلاقا من علم الاقتصاد الذی جاء به«ویلیام بتی»یمکننا أن نجادل فی أن عددا غیر محدود من العناصر«العلم-مستقبلیة»لم تکن متضمنة فی أعمال کل من «هولباخ»(6)و«هلفیشوش»(7)و«روسو»و«فولتیر»و«دیدرو»و آخرین، و هم الذین-من خلال تحلیل المجتمع الإقطاعی المتدهور و نهوض الرأسمالیة-قد حاولوا اکتشاف سلسلة معینة من المراحل المتوازنة التی کانت مهمة لتطور المستقبل.
و فی رأیی أنه یجب أن تحل المارکسیة محل علم المستقبل البورجوازی إذ أنه و بصورة ساحقة استراتیجیة تهدف إلی منع الأزمات و الکوراث التی قد تهدد الوجود البورجوازی،أما المارکسیة فتحتوی علی عناصر من البصیرة و من الممارسة السیاسیة و هی ذلک مؤهلة لهذا الدور."