"ها هنا ینتقل القاریء الی دنیا الأدب و الفن لیقرا ثلاثة فصول نقدیة أولها مقال من ظاهرة الرفض فی الشعر الالمانی المعاصر،فیبین فیه صاحب المقال أن شعراء هذه الایام یؤثرون لأنفسهم أن تکون لکل واحد منهم طریقته الخاصة به،فمن شأن هذه الخصوصیة الضیقة أن تستغنی عن کثیر من عوامل الفهم المشترکة و من ثم یأتی شیء من الغموض و یأتی کذلک موقف من الرفض-رفض ما لیس یتفق مع الأنا فی حدودها الضیقة،علی أن هذه الذاتیة الضیقة عند شعراء الألمان لیست هی الوجودیة السارتریة بحذافیرها اذ یری هؤلاء شعراء أن من حوادث العصر ما یفرض نفسه فرضا علی کل انسان بحیث لا یکون فی مستطاعه أن یرده عن نفسه بالحرب العالمیة مثلا،و من هنا أیضا تنبئق الثهورة الذاتیة و ینبئق التمرد علی الحیاة التی تضیق الخناق علی أبنائها،غیر أن«انتسنسبنجر»و هو شاعر ألمانی تدور المقالة حوله لا یوصی بأن یتخذ التمرد علی الحیاة المعاصرة صورة الهرب أو صورة الانتحار بل یرید للانسان أن یدعم بنیانه الداخلی و عما یمکنه من مواجهة الظروف المحیطة به مواجهة التمرد الثائر."